أساليب الدعوة و وسائل الإقناع في السنة النبوية : جمع و دراسة تحليلية

مقدم أطروحة جامعية

الحاج، محمد الأمين بلة الأمين

مشرف أطروحة جامعية

الترابي، بابكر بن حمد محمد

الجامعة

جامعة أم درمان الإسلامية

الكلية

معهد بحوث و دراسات العالم الإسلامي

القسم الأكاديمي

قسم الدراسات النظرية

دولة الجامعة

السودان

الدرجة العلمية

دكتوراه

تاريخ الدرجة العلمية

2007

الملخص العربي

إن الدعوة إلى الله تعالى ليست عملا تلقائيا عفويا، و لا مجرد وعظ و تذكير نعيم الإسلام و آدابه فحسب، و لا خطب تتخذ لها الكلمات و العبارات التي تلهب الحماسة، كما يفهم ذلك و يمارس العديد من الدعاة، و إنما هي كانت في نشأتها الأولى، و كما مارسها قدوة الدعاة النبي صلى الله عليه و سلم و الأنبياء من قبله، حركة علمية و عملية، بيان و بلاغ، و تزكية و تربية و تعليم، و تمكين و تنفيذ، كما جاء بها القرآن الكريم قال تعالى }هو الَّذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو علَيهِم آياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة و إِن كانوا من قَبل لَفي ضلال مّبِين{ ( )، تتميز في مبادئها و أهدافها و مصادرها، و ترتكز على أسس، و تقوم على قواعد علمية مدروسة و مخطط لها، و تنضبط بضوابط شرعية محددة، يختار لها أقوم المناهج، و أحكم الأساليب و أفضلها، و أبلغ الوسائل أثرا، و أكثرها إقناعا للآخرين، و بخاصة وسائل العصر و تقنياته الحديثة، و أن يحسنوا التعامل معها متأسين بقدوة الدعاة و معلمهم رسول الله صلى الله عليه و سلم في اتخاذه لكافة وسائل عصره و زمانه، لإبلاغ كلام ربه، و توصيل رسالته، لأن الأصل في الوسائل الإباحة، و يفتقر فيها ما لا يفتقر في المقاصد، شريطة أن تنضبط بضوابط الشرع، و تحقق أهداف الدعوة و غاياتها المرجوة، و أن الوسائل في عصرنا اليوم كما نتابع فهي متطورة متجددة بتطور الزمان و المكان.

فالداعية الناجح في دعوته، الموفق المسدد في خطابه، المواكب لمتطلبات عصره، هو الذي يستخدم وسائل عصره من سينما و مسرح، و قنوات فضائية، و شبكة دولية للمعلومات (Internet) و كل الوسائل القولية و العملية، و المسموعة و المقروءة و المرئية لنشر دعوته و إبلاغ رسالته.

في زمان هيمن فيه أعداء الإسلام على هذه الوسائل و جعلوها أدوات للكيد و العبد، و شن الحرب على الإسلام، جنبا إلى جنب مع أسلحة الدمار، و ذخائر الحرب، كل ذلك لإفساد عقائد المسلمين، و للقضاء على قيم الإسلام و أخلاقه و محاسنه، و لا يتم ذلك بالدعوة إلى مقاطعة هذه الوسائل و لا بالخطب الحماسية الداعية إلى محاربتها و تحريمها، و لا بإنزال الأطباق اللاقطة من شرفات المنازل، و إنما يتم ذلك بالإعداد الجيد، و التخطيط السليم، و الجهد المتواصل، و بالتأهيل و التدريب المستمر، و بإحسان التعامل مع هذه الوسائل لتكون وسائل للبيان و البلاغ، و من أجل بناء الأمة، و طرح البديل الإسلامي في كل مناحي الحياة، و عكس قيم و محاسن الإسلام، و بإدارة الحوار الهادي المقنع الذي يؤثر في الآخرين و يجذبهم للإسلام، و يكون سببا في هدايتهم من أجل تحقيق الشهود و القيادة و الهيمنة على الأمم، عملا بقوله تعالى } و كذلك جعلناكم أُمة وسطا لّتكونوا شهداء على الناسِ و يكون الرسول عليكم شهيدا {( ).

و أن يمارس الدعاة كل أساليب الدعوة بدقة و حكمة، ليكون لها أثرا طيبا في نفوس المدعوين، مما يجعلهم يقبلون على دين الله أفواجا، و أن يحسنوا التعامل مع الأساليب وأن يدركوا ويتأملوا أحوال المدعوين بمعرفة الظروف و الطبائع و الأحوال، و علل و أمراض المجتمعات، و القدر الذي يحتاجون إليه، و استعداد النفوس، و الألفاظ و العبارات التي يفهمون، و حاجات الناس، و من يعملوا على معالجتها بحسب مقتضى الحال، فبذلك تنشرح لهم الصدور، ويفذون إلى قلوب مدعويهم من أوسع الأبواب، و يرون فيهم المنفذين الحريصين على سعادتهم و رفاهيتهم، و أمنهم و اطمئنانهم، و هذا هو الطريق الوحيد لنجاح الدعوة.

يعد هذا البحث محاولة للمشاركة في إحياء التراث الإسلامي، و إضافة الجديد للمكتبة الإسلامية، و لطلاب العلم و المعرفة، و خدمة للسنة النبوية، و دفاعا عن حركة الدعوة الإسلامية، من خلال دراسة الأساليب الدعوية ووسائل الإقناع في السنة النبوية، لأن دراسة ذلك وإبرازه في صورة واضحة، و دراسته دراسة علمية دقيقة متأنية، شاملة تستوجب جميع جوانبها، ليكون رصيدا لدعاتنا في زمان تعقدت فيه المشكلات و توالت فيه المحب و الابتلاءات، و ملاحقة الدعاة، و لا سيما أنه لم يتناوله أحد من الباحثين من قبل فيما أعلم، مستفيدا من رصيدي الدعوي و تجربتي الشخصية في هذا المجال.

قسم الباحث خطة البحث إلى مقدمة و تمهيد و خمس فصول بمباحثها، أما التمهيد فقد تناول الباحث فيه الحديث عن مفهوم الدعوة و نشأتها و تطورها و أركانها، و الصفات التي يجب أن يتحلى بها الدعاة، ثم تحدث عن مراحل الدعوة عند الأنبياء، و أساليب الدعوة و وسائل الإقناع في القرآن الكريم، و عرف الأساليب و حصرها في خمسة أساليب كما بينها القرآن و مارسها الأنبياء، و أن الأصل فيها الثبات و عدم التقصير و التبدل و التطور، و عرف الوسائل المادية و المعنوية، و القولية و العملية، و هي متطورة متجددة بتطور الزمان و تجدده، شريطة أن تكون منضبطة بضوابط الشريعة.

ثم تناول الفصل الأول و هو أسلوب الحكمة حيث عرفها لغة و اصطلاحاً، و بين أركانها و درجاتها، و وقف الباحث على مواقف من السنة النبوية استخدم فيها النبي صلى الله عليه و سلم الحكمة في دعوته قبل الهجرة و بعدها.

أما الفصل الثاني فقد جاء عن أسلوب الموعظة الحسنة، حيث عرفها الباحث لغة و اصطلاحا، و بين أهميتها، و تناول بالحديث تنوع أشكال الموعظة، من ترغيب و ترهيب، و سرد قصص و حكايات، و ضرب الأمثال و التشبيهات و غيرها من الأنواع، كما وقف على مواقف من السنة النبوية في الموعظة الحسنة، من موعظة تعليم و تأديب، و التوازن في الخطاب الدعوي، و مخاطبة الناس حسب القدرات و الإفهام و غيرها من المواقف.

ثم تناول الباحث الفصل الثالث و هو أسلوب المجادلة و الحوار بالحسنى، حيث عرف المجادلة لغة و اصطلاحا، و بين الباحث أركان المجادلة، و شروحها و ضوابطها، و خصائصها، ثم تناول بعد ذلك مواقف للنبي صلى الله عليه و سلم في المجادلة و الحوار، حيث وقف على الحوار العاطفي و المجادلة و الحوار العقلي، ثم الحوار الإبداعي الاجتهادي، و أخيرا تحدث عن معرفة النبي صلى الله عليه و سلم بطبيعة اختلاف طبائع الناس و عوائدهم، و أحوالهم، ليعلم الدعاة أن الفتوى تتغير بتغير الزمان و المكان و الحال و العوائد.

ثم تناول الباحث الفصل الرابع و هو أسلوب القدوة و عرفه و بين أهميته و أقسامه، و أنه من أهم الأساليب و أعظمها لتأثر البشر بالسلوك الطيب و السيرة الحسنة لتتجسد القيم و المبادئ في حياة الناس، و وقف الباحث فيه على مواقف القدوة للنبي صلى الله عليه و سلم في عبادته و ذكره، و في أخلاقه، و عفوه، و حلمه، و كرهه، و زهده، و تربيته لأصحابه، ليقتدي الدعاة به صلى الله عليه و سلم.

ثم جاء الفصل الخامس و الأخير و هو عن وسائل الإقناع الدعوية، حيث قسم الباحث الوسائل إلى معنوية و ركز فيها الحديث عن التخطيط الدعوي و أهميته على مستوى الأفراد و الجماعات و المؤسسات، ثم الصبر باعتبار أن أمر الدعوة صعب وشاق، و مشكلاتها معقدة تحتاج للصبر، ثم تحدث عن الترويح المنضبط بالضوابط الشرعية لابد منه كوسيلة دعوية معنوية مؤثرة، ثم تحدث عن الوسائل المادية حيث خص منها بالذكر وسائل الاتصال الحديثة كالسينما و المسرح، و القنوات الفضائية، و الشبكة الدولية للمعلومات (Internet) و إعداد و تدريب الدعاة على كيفية التعاطي، و إحسان التعامل مع هذه الوسائل، من أجل خطاب متوازن و مواكب لمتطلبات الزمان و المكان و الحال، و كيف تكون هذه الوسائل لإبلاغ الدعوة، و توصيل الرسالة، و عكس عقيدة و منهج و قيم الإسلام، و كيف علل الدعاة إلى الله زمام المبادرة و المبادئة للتعاطي مع هذه الوسائل، و كيف تقدم من خلالها الحل و البديل الإسلامي للعالم كافة، و في كل مجالات الحياة، و كيف تدير عبرها حوارا هادئا مقنعا مبنيا على العلمية و الحجة و البيان، مستفيدين من أساليب و وسائل القرآن الكريم في السنة النبوية المطهرة في إقناع الآخرين و جذبهم إلى الإسلام.

التخصصات الرئيسية

الأديان

الموضوعات

عدد الصفحات

488

قائمة المحتويات

فهرس المحتويات / الموضوعات.

الملخص / المستخلص.

المقدمة.

الفصل التمهيدي.

الفصل الأول : أسلوب الحكمة.

الفصل الثاني : أسلوب الموعظة الحسنة.

الفصل الثالث : أسلوب المجادلة و الحوار.

الفصل الرابع : أسلوب القدوة الحسنة.

الفصل الخامس : وسائل الإقناع الدعوية.

الخاتمة.

قائمة المراجع.

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

الحاج، محمد الأمين بلة الأمين. (2007). أساليب الدعوة و وسائل الإقناع في السنة النبوية : جمع و دراسة تحليلية. (أطروحة دكتوراه). جامعة أم درمان الإسلامية, السودان
https://search.emarefa.net/detail/BIM-344103

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

الحاج، محمد الأمين بلة الأمين. أساليب الدعوة و وسائل الإقناع في السنة النبوية : جمع و دراسة تحليلية. (أطروحة دكتوراه). جامعة أم درمان الإسلامية. (2007).
https://search.emarefa.net/detail/BIM-344103

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

الحاج، محمد الأمين بلة الأمين. (2007). أساليب الدعوة و وسائل الإقناع في السنة النبوية : جمع و دراسة تحليلية. (أطروحة دكتوراه). جامعة أم درمان الإسلامية, السودان
https://search.emarefa.net/detail/BIM-344103

لغة النص

العربية

نوع البيانات

رسائل جامعية

رقم السجل

BIM-344103