مؤسسة الجيش و الانتخابات الرئاسية فى الجزائر : الواقع و التحديات في ضوء تجربة انتخابات 2004

الملخص AR

تسعى الدراسة إلى تسليط الضوء على الأجواء التي جرت فيها أول انتخابات رئاسية تعددية في الجزائر، و كذلك الكشف عن موقف و دور المؤسسات السياسية و الشعب الجزائري في هذه الانتخابات، و ذلك من خلال تحليل علاقة المؤسسة العسكرية بالعمل السياسي (الانتخابات)، و محاولة استشراف مستقبل الظاهرة العسكرية في الجزائر.

و تتوصل الدراسة إلى مجموعة من الاستنتاجات أهمها إن تدخل المؤسسة العسكرية في المشهد الانتخابي يعود إلى عدة أسباب بعضها متعلق بالمؤسسة بحد ذاتها و منها ما هو متعلق بواقع الطبقة السياسية و الظروف العامة للنظام السياسي، و أن موقف الحياد المعبر عنه خلال رئاسيات أبريل 2004 تجسد إلى حد ما على أرض الواقع من خلال إلغاء صناديق الاقتراع الخاصة بأفراد الجيش، و كذا من خلال الضمانات القانونية التي زادت من فرص نزاهة الاقتراع، و أخيرا مرهونية مستقبل دور مؤسسة الجيش في الانتخابات أو في النظام السياسي ككل بمدى قدرتها على الاستجابة للتحديات المستقبلية التي تواجهها سواء تعلق الأمر بمسار الاحترافية و صعود نخب قيادية جديدة على الصعيد الداخلي، أو الإرادة السياسية الموجودة على مستوى النظام لتحييد أدوارها في الحياة السياسية، أو التحديات الدولية التي يفرضها التعاون مع الدول الأجنبية و مسار الشراكة مع الحلف الأطلسي.

و ينتهي الباحث بتصور ثلاثة مشاهد محتملة حول مستقبل علاقة الجيش بالانتخابات، الأول هو انسحاب الجيش من التأثير المباشر في مسار الانتخابات، لكن مع مساهمته في ضمان نزاهة و شفافية الانتخابات، وفق ما يمكن تسميته بـ "الحياد الإيجابي"، و الثاني ابتعاد الجيش بشكل تام عن مجال التنافس الانتخابي، بحيث لا يكون طرفا في المنافسة و لا شريكا في الرقابة عليها و الثالث و هو المرجح في نظر الباحث، و هو توجه المؤسسة العسكرية نحو الحياد التدريجي و النسبي تجاه المنافسة الانتخابية، لكن مع إبقاء تأثيرها المحدود.