السياسة الخارجية الصينية تجاه القارة الإفريقية

الملخص AR

إن طبيعة السياسة الخارجية الصينية تجاه القارة الإفريقية لم تكن وليدة الحقبة التي جاءت بعد الحرب الباردة بل أنها تمتد إلى حقب الستينيات و السبعينيات و حتى الثمانينيات من القرن الماضي، فقد استند صانع القرار السياسي الخارجي الصيني أثناء تعامله مع دول القارة الإفريقية على العديد من الركائز و الأولويات و التي كان على رأسها المصلحة الاقتصادية لا سيما بعد أن حقق الاقتصاد الصيني نموا كبيرا،و بالتالي تحقيق مستويات عالية من التطور انعكست و بشكل ايجابي على الصناعة الصينية، حيث أصبحت الصين من اكبر الأسواق العالمية لتوريد البضائع إلى مختلف أنحاء العالم، و كذلك سوقا لتصريف المنتجات للدول ذات التعامل التجاري مع الصين.

و على هذا الأساس فإن الصين أصبحت من الدول ذات التوجه الاقتصادي أثناء تعادها مع الدول النامية و التي هي بحاجة للتعامل مع الصين، و قد سلطت هذه الدراسة الضوء على السلاسة الخارجية الصينية تجاه إفريقيا من حيث أهم الأهداف التي دفعت الصين للتوجه نحو إفريقيا و ما هي الوسائل التي استخدمتها لتنفيذ أهدافها.

ثم خلصت الدراسة إلى رؤية مستقبلية للتوجه الصيني تجاه القارة الإفريقية في ضوء الوجود الأمريكي في القارة الإفريقية و هو الوجود الذي يقف حائلا أمام الطموح الصيني في القارة الإفريقية بسبب العديد من المعوقات منها : 1- تركيز السياسة الصينية فقط على كيفية الحصول على الموارد الطبيعية الرخيصة و جعل الأسواق الإفريقية مكانا رابحا لمنتجاتها. 2- إن الروابط الثقافية بين الصين و إفريقيا ضعيفة و بشكل خاص اللغة الصينية عديمة الانتشار في القارة الإفريقية عكس الانكليزية و الفرنسية.