شعر الحماسة في عصر الدولة الزنكية 521 ه-569 ه

مقدم أطروحة جامعية

محمد، عبد الحميد عبد الوهاب

مشرف أطروحة جامعية

محمد، عبد الرحمن عطا المنان

الجامعة

جامعة أم درمان الإسلامية

الكلية

كلية اللغة العربية

القسم الأكاديمي

قسم الدراسات الأدبية و النقدية

دولة الجامعة

السودان

الدرجة العلمية

ماجستير

تاريخ الدرجة العلمية

2010

الملخص العربي

الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، و الصلاة و السلام على أفضل الرسل و خاتمهم محمد بن عبد الله عليه الصلاة و السلام، سمع الشعر فأعجب بالحسن منه، و استخدم الأدب شعرا و نثرا للدفاع عن الدين و الدعوة، كما راسل الزعماء و الملوك في زمانه فكانت رسائله-عليه الصلاة و السلام-نموذجا أدبيا رائعا و فريدا، ليضع بذلك أول علاقة بين الأدب و غيره من مجالات الحياة، و ليثبت أثر الكلمة على مجريات الأحداث، و ليؤكد أن الأدب الجاد هوا لأدب المعبر عن حياة الناس، و الموجه لها. و الحقيقة أن الأدب لم يتخلف يوما عن مسيرة تاريخ الأمم، و لم تضق مجالاته الرحبة الفسيحة عن مجاراة الأحداث، و لذلك كان حاضرا في قلب الحدث، بكل ألوان التعبير المختلفة. و لما كانت الفترة التاريخية من عام (521 هـ إلى عام 569 هـ) و هي الحدود التاريخية للبحث، فترة حاسمة في التاريخ الجهادي لأنها شهدت الهجوم الصليبي على العالم الإسلامي، كما شهدت بزوغ نجوم زاهرة في سماء الخلافة الإسلامية بظهور عماد الدين زنكي ( 521هـ- 540هـ)، ثم (نور الدين محمود 541 هـ-569 هـ)، و التي حفلت بهذه المواجهة الضخمة، من الرها إلى الموصل، ثم إنب، كان الأدب واقفا أمام هذه المواجهات يصفها، و يعززها فظهر الأبطال من الشعراء أمثال (ابن قسيم الحموي 500 هـ-542 هـ)، ابن القيسراني (478 هـ-548 هـ)، و ابن منير الطرابلسي (473هـ-548 هـ)، و الذين وقفوا بأقلامهم-لا ليشيدوا بأوصاف الخلفاء فقط-و لكن ليبرزوا الانتصارات و يمجدونها، بل و في بعض الأحوال، كانوا يصنعون الانتصار، فيشيرون إلى الخطوة التالية المطلوبة من القادة، و لذلك كانت دوافع هذا البحث و أسبابه هي إثبات ذلك الأثر للأدب على الأحداث، و أضيف لأسباب هذا البحث هو دفع ما التصق بهذا العصر من شبهة الاضمحلال و التأخر الأدبي، بسبب الحروب الصليبية، و قلة الإنتاج الأدبي عموما، مع مجيء هذا العصر بعد عصور أدبية كان الإنتاج الأدبي فيها أغزر ما يكون كما، كيفا في العصرين العباسي و الأموي في المشرق، و الأندلسي في المغرب، فأنى لهذا العصر أن يرفع رايتي الجهاد و الشعر في آن واحد ؟ كما أضيف للأسباب سببا واقعيا هو أن الأمة تعيش أياما أقسى من الأيام التي عاشها أهل هذا الزمان، و ما أشبه الليلة بالبارحة،إلا أن البارحة وجدت نور الدين زنكي الذي أمر النجار الأختريني، أن يصنع له منبرا يخطب عليه بعد أن يكرمه الله بتحرير بيت المقدس لأن نور الدين وجد الشاعر الذي يقول له : فانهَضْ إلى المسجدِ الأقصى بذِي لجبٍ يوليك أقصَى المُنى فالقدسُ مرتقِب وائْذن لمَوجـــك في تطهير سَاحله فإنما أنْت بَحــــــر لجُه لجَبُ و الملاحظ أن الشاعر-و هو ابن القيسراني-قال هذا الكلام لنور الدين عام (544 هـ) بينما فتح المقدس تم في الجمعة الرابعة من شهر رجب عام (583 هـ) على يد القائد المظفر صلاح الدين، و لم يخطب نور الدين على منبر الاختريني، لكنها الهمم التي فجرها الأدب، و أوقد جذوتها الأدباء و الشعراء، خلال زمن تعدى نصف القرن من الزمان. و قد قسمت هذا المبحث إلى مقدمة و تمهيد و أربعة فصول ثم الخاتمة و التوصيات. و خصصت الفصل الأول للمؤثرات التي تأثر بها شعر الحماسة في العصر الزنكي، أما الفصل الثاني فكان لقضايا المضمون في شعر الحماسة، و الفصل الثالث كان محتواه حول تأثيرات شعر الحماسة على القواد و المعارك و الجيوش ثم الفصل الرابع الذي كان حول الخصائص الفنية لشعر الحماسة، و كانت الخاتمة التي توصلت فيها للنتائج التالية و هي : 1- أن شعر هذه الفترة كان قويا، معبرا-عاش قضية مجتمعه، و تجاوب معها، فدفع القادة للتحرك نحو العدو،و هاجم المتقاعسين، و أثبت بما لا يدع مجالا للشك أهمية مساهمة الأدب وأهله في مشروعات نهضة الأمم.

2-أن الاتجاه للمدح بغرض التكسب و نيل الرضا، لم يكن في حسبان شعراء ذلك الزمان، ربما لانشغال القادة بالحروب عن متابعة ما يقوله هذا الشاعر أو ذاك، أو ربما لضخامة الأحداث التي كانت آنذاك من حروب، بالإضافة لأن أبطال و قادة هذا الزمان كانوا من الجدية بمكان بحيث يدفع شاعرهم لمدحهم لا للتكسب و إنما لإبراز مآثرهم و مناقبهم. 3-تأثر الشعر في هذه الفترة بالنزعة الدينية التي كانت سمة العصر آنذاك، فكثر الاستشهاد بالقرآن الكريم، و تذكر أمجاد المسلمين الأوائل في مواجهتهم مع أعدائهم، فذكرت الغزوات مثل بدر و حنين، وذكر شهر رمضان و الصوم، كما ذكرت فضائل الأخلاق. 4-حققت الدولة الزنكية أفضل الإنجازات بدءا من استرداد عماد الدين زنكي لإمارة الرها عام 539 هـ، ثم ولاية نور الدين محمود عام 541 هـ، و مشروعه الوحدوي الرائد، و مشروعه المتكامل لبناء لنهضة لعام موحد متماسك يهدف لتحرير بيت المقدس، حتى أنه أمر الأختريني بعمل منبر له يخطب فيه عند تحرير بيت المقدس، كل هذا ما كان له أن يكون لولا وجود أجهزة إعلام تؤازر الفكرة و تعزز انتشارها، و الإعلام في هذه الفترة كان هو الشعر و آثاره بدءا من التحاق ابن منير بعماد الدين و أتبعه ابن القيسراني ثم العماد الذي صاحب نور الدين. 5- أن قادة و ملوك هذا الزمان ما كانوا-كما قيل عنهم-غير مهتمين بالشعر، و الذواقين له، فعماد الدين طلب ابن منير ثم التحق به ابن القيسراني، و ظل يجذب الشعراء إليه بعد أن صار بطلا تتوق إليه النفوس، و لما تولى ابنه نور الدين كانت له مع الشعراء صلة قوية صاحب بعضهم كالعماد-لكأنه شاعره المفضل-، طلب منه تصنيف الدوبيتات، كما أكرم نور الدين الشعراء، إذ لم يكن صحيحا أنه كان بخيلا عنهم. و قد كانت التوصيات التي خرجت بها بعد البحث هي : 1-إعطاء هذه الفترة ما تستحقه من الاهتمام بالدراسة من نواحيها الثقافية عموما، و الأدبية خصوصا، و ذلك لاستغلال الظرف المتشابه في الواقع التاريخي بين هذه الفترة و التي تعيشها أمتنا الآن، فما أشبه الليلة بالبارحة. 2-دراسة الإنتاج النثري لكتاب هذه الفترة فكم قرأت من رسائل صلاح الدين، و نور الدين، و الملك الصالح طلائع بي رزيك، مما يستحق الدراسة في رسالة منفصلة تدرس هذا الجانب دراسة متأنية، تميط اللثام عن كنوز أقلام هذا الزمان، و تدفع الشبهة القائلة بضعف الإنتاج الأدبي بسبب أعجمية الحكام. 3-دراسة الميول الأدبية لدى قواد الفتح الإسلامي آنذاك، عماد الدين و نور الدين و صلاح الدين، ليتبين لنا المعلم الشمولي للقيادة المسلمة، فليس معنى القيادة المسلمة الجادة، أنها المنصرفة عن الدنيا فلا متعة بجمال نص أدبي، و لا أنس بمقطع شعري، و قد وجدت و أنا أقرأ سيرة هؤلاء أن نور الدين كان يلعب (الصولجة) أو ما يطلق عليه في أيامنا (البولو)، و لما عوتب قال : نحن نأخذ من اللعب تسلية لما بعده. 4-ثمة قضية أخرى، أرجو التطرق إليها و هي : الأثر الديني في أدب الدولة الزنكية، و ذلك لأن الدين و قضاياه، هما اللذان صبغا الإنتاج الأدبي خلال تلك الفترة، و جعلا الشعراء و الكتاب يتجهون نحوه بقوة،و لست أرى أن السبب الوحيد في ذلك هو الحروب الصليبية فقط، إنما-و للإنصاف-أرى أنها روح عامة سرت، و صحوة شاملة انتشرت بقدر الله، و تلك سنة الله في الكون، و عند دراسة هذا الموضوع ستتبين لنا العلاقة بين الأدب و الالتزام، و تلك قضية أعتقد أنها جديرة بالبحث.

التخصصات الرئيسية

الآداب

الموضوعات

عدد الصفحات

183

قائمة المحتويات

فهرس المحتويات / الموضوعات.

الملخص / المستخلص.

المقدمة.

التمهيد.

الفصل الأول : المؤثرات التي أثرت في شعر الحماسة عصر الدولة الزنكية.

الفصل الثاني : قضايا المضمون في شعر الحماسة في عصر الدولة الزنكية.

الفصل الثالث : تأثيرات شعر الحماسة على نتائج المعارك خلال الفترة الزنكية.

الفصل الرابع : الخصائص الفنية لشعر الحماسة في عصر الدولة الزنكية.

الخاتمة.

قائمة المراجع.

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

محمد، عبد الحميد عبد الوهاب. (2010). شعر الحماسة في عصر الدولة الزنكية 521 ه-569 ه. (أطروحة ماجستير). جامعة أم درمان الإسلامية, السودان
https://search.emarefa.net/detail/BIM-359963

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

محمد، عبد الحميد عبد الوهاب. شعر الحماسة في عصر الدولة الزنكية 521 ه-569 ه. (أطروحة ماجستير). جامعة أم درمان الإسلامية. (2010).
https://search.emarefa.net/detail/BIM-359963

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

محمد، عبد الحميد عبد الوهاب. (2010). شعر الحماسة في عصر الدولة الزنكية 521 ه-569 ه. (أطروحة ماجستير). جامعة أم درمان الإسلامية, السودان
https://search.emarefa.net/detail/BIM-359963

لغة النص

العربية

نوع البيانات

رسائل جامعية

رقم السجل

BIM-359963