هل يمكننا تطوير معايير لقبول الطلاب بأقسام العمارة ؟ : دراسة تحليلية لقسم العمارة بجامعة الملك فيصل

الملخص AR

يعتبر التعليم العالي أحد مؤشرات المهمة للدلالة على عملية التنمية التي تعيشها دولة من الدول، فقد تحولت النظرة من الكم الذي كان مسيطرا على سياسات كثير من دول العالم النامي إلى الكيف مع ظهور بوادر الاكتفاء من الموظفين في الأجهزة الحكومة المختلفة و تزايد الرغبة في الحصول على كفاءات ذات تأهيل عال.

لقد كان الهدف الرئيسي للتعليم العالي العربي تكوين الأطر للعمل في مختلف المجالات، فغالبية مخرجات التعليم العالي تدخل السلك الوظيفي و خصوصا في دواوين الحكومة.

كما أن بعض البلدان العربية اتبعت سياسة التوجيه الرسمي إلى الجامعات و التخصصات، فتنشر في بداية العام الدراسي أسماء الطلبة الناجحين في امتحان إتمام الدراسة و الثانوية و أمام كل أسم الكلية الجامعية التي وجه لها، و عادة ما تتم هذه العملية على ضوء النسب المئوية للنتائج التي حصل عليها الطالب في الثانوية العامة.

و لا نعلم حقيقة إن كان هذا التوجه يمكن أن يحقق الهدف من التعليم العالي، خصوصا في مجال العمارة التي تحتاج إلى طلاب من نوع خاص و التعليم فها يتميز بخصوصية تتطلب مهارات معينة قد لا تكون مطلوبة في التخصصات الأخرى.

لقد أصبح الحصول على طلاب من ذوي الكفاءة العالية و المناسبة لتخصص مثل العمارة هاجس لدى القائمين على التعليم المعماري، خصوصا و أن هناك العديد من الدراسات تؤكد أن رغبة الطالب في دراسة العمارة تعتبر أهم مقومات نجاحه في الدراسة و الحياة العملية.

فإذا ما عرفنا أن تخصص العمارة شبه غامض بالنسبة للمجتمع السعودي، و طلاب الثانوية العامة بالذات، لذلك فإننا نعتقد أن أغلب الطلاب الملتحقين بكليات و أقسام العمارة لا يعرفون فعلا طبيعة التخصص و الذي يعني أن الرغبة لم تتشكل بعد، و لا نقول أنها غير موجودة، لذلك فإن هذه الدراسة تستعرض الآلية المعمول بها لقبول الطلاب في كلية العمارة و التخطيط بجامعة الملك فيصل و مدى فاعلية هذه الآلية في استقطاب الطلاب المناسبين لقسم العمارة بالكلية، خصوصا و أن كلية العمارة بجامعة الملك فيصل تتبع أسلوب توزيع الطلاب بعد نهاية السنة الأولى و الذي يعني أن الطالب قد مر بتجربة تمكنه إلى حد ما من فهم طبيعة تخصص العمارة.