رثاء الرسول صلى الله علية و سلم في أشعار الصاحبيات رضي الله عنهن

الملخص AR

و بعد، فإن أشعار الصحابيات الراثية كان لها خصوصيتها، فلم تدخل فيها مظاهر كانت من لوازم الرثاء عند العرب و الشواعر منهم خاصة كلطم الخدود و خشمها، و شق الجوب و سوى ذلك، ذلك أن الإسلام لم يبق عليها فقد عدها من الجاهلية، و لم يبق من آثار ذلك إلا ما كان يبدو بين الفينة و الأخرى بعد عصر النبوة الزاهر بحين ليس بالقصير، كما كانت تظهر مظاهر الجاهلية في ميدان الرثاء حين تنحرف الفطرة إلى غير ما استقامت عليه أو حين تنتاب المرء لحظة من لحظات الضعف البشري التي قد تفقده صوابه. و بعد سفرنا القاصد إلى عصر صدر الإسلام و بحثنا في أشعار الرثاء التي قالتها سيدات من بيت النبوة في النبي الأعظم صلى الله عليه و سلم أراني أقف عند أمور أراها خلاصة مكثفة لما جاء في البحث و لعل أهمها : 1.

جاء أغلب أشعر رثاء الصحابيات للرسول صلى الله عليه و سلم مقطعات أو قصائد قصارا. 2.

خلا أغلب تلك الأشعار من المقدمات، كونها قيلت في أوقات لم تمهل فيه الشواعر للنظم المتأني، فهي لمحات تطرق أشعارا معبرة بصدق عن مشاعرهن. 3.

أنطقت الحادثة ألسنا لم تكن تعرف بالشعر من قبل. 4.

أغلب تلك الأشعار كان بعيدا عن الصنعة، فهي استجابات نفسية لمشاعر الحزن و الإحساس العميق بعظم النازلة، كل أولئك صدر عن عواطف جمعت بين الشعور الشخصي بالفقد و الشعور الجماعي به. 5.

لم نقرأ أشعارا في رثاء الرسول صلى الله عليه و سلم لبعض الشواعر الكبار كالخنساء، و لعل السبب في ذلك كان يكمن في عمق يقينها بمكانة المفقود و لعل ذلك هو الذي أسكنها عن نعي أبنائها و كانوا قد استشهدوا في معارك الجهاد بعد أن كانت قد ملأت المتقدمة سببا في عدم قولها فيه شعرا أو أنها كانت قد قالت فيه أشعارا و ضاع ما قالته، و كذلك الأخريات. 6.

نهجت تلك الأشعار نهج القصيدة القديمة في رثاء صلى الله عليه و سلم و تعداد مآثره و أوصافه و خلقه العظيم مع خصوصية أمتاز بها عن البشر أجمعين.