المحاكاة الصوتية في القرآن الكريم : دراسة دلالية

الملخص AR

يدرس هذا البحث ظاهرة المحاكاة الصوتية في القرآن الكريم، التي تعني مناسبة حروف العربية لمعانيها أو مناسبة الحروف المؤلفة للكلمة لمدلولها، و قد اتضح أن هناك عدة ألفاظ ظهرت فيها المحاكاة الصوتية مثل الأفعال، و الأسماء، و كانت أغلبها في السور المكية لا سيما في الأفعال الرباعية المضاعفة، و الأسماء الخاصة بيوم القيمة التي جاءت بأسلوب الكناية و التي عدل فيها عند ذكر الكلام الطويل الذي يميز معنى هذه الصفات و أهوالها إلى ذكر ألفاظ خاصة، و هذا ما حصل لولا تلك المحاكاة التي عن طريقها اختزلت تلك الألفاظ الكثيرة بأصواتها المميزة.

أما الثنائي المضعف فمنه ما تميز بالهمس أو الشدة أو التكرير، فتارة نجد الفعل ابتدأ بصوت مجهور يعقبه صوت صديد مهموس، و تارة أخرى يكون مؤلفا من صوتين شديدين، و الحال نفسه في الفعل الثلاثي الذي يتألف تارة من صوتين مهموسين يسبقهما صوت ذو قوة إسماع عالية و تارة يكون الصوت المهموس في الوسط و هذا يعني أن رمزية الصوت هي التي تتحكم في أكثر الأحيان بإضفاء هذه المحاكاة.

و منها أنه تبين أن الأفعال الرباعية المضاعفة التي وردت في مواضع قليلة من القرآن أنها جاءت في المظاهر النفسية و مواقف العذاب فضلا عن المظاهر الكونية، فتضافرت منها الدلالة الصرفية، و المعجمية و النحوية عن طريق التكرار الصوتي لتلك الأفعال التي أعطت مظاهر إيحائية لا تأتي إلا عن طريق تكرار تلك الأصوات لتلامس الفضاء الدلالي المعبر عنه، و هذه الإيحائية قريبة مما ذكره (فيرث) التي أشرت إليها في التمهيد و قد وجدتها عند علمائنا الأقدمين مثل الخليل و ابن دريد، و لكنها ذكرت هنا بالأمثلة القرآنية...

الخ.