النص الأدبي المصور، وسيلة لتنمية الوعي المفاهيمي للطفل : كتاب اللغة العربية للسنة الرابعة ابتدائي أنموذجا

الملخص AR

ترمي عديد الدراسات العلمية المهتمة بالشؤون النفسية و الاجتماعية للطفل، بأن نموه العقلي ونهمه المعرفي يتطوران بشكل مستمر عبر مراحل عمره المختلفة، يساعدها في ذلك القدرة الفطرية التي يولد الطفل مزودا بها ؛ تدفعه إلى البحث و الاستقصاء في شكل أسئلة يطرحها بداية على أسرته ثم مدرسته، في سعي منه لتحصيل إجابات تكون مقنعة له و قاطعة لفضـوله، ليظـل هـذا السلوك ملازما له طيلة سنواته الثمانية الأولى.

و ابتداءا من السنة التاسعة و حتى العاشرة يتقلص اعتماد الطفل المباشر على غيره من الكبار في الإجابة عن أسئلته، متوجه نحو ربط الأمور ببعضها مستعينا بالمقارنة لتأسيس العلائق بين كل ما يجول في خاطره و ما يراه في واقعه، فيصبح أحوج إلى الوسائل التعليمية التي تنظم تفكيره و تمنحه تخطيطا دقيقا يعينه في بناء إجاباته المنطقية المعقولة التي تشبع نهمه المعرفي و العلمي، و لن يتوفر له هذا، إلا من خلال مطالعاته الشخصية و ممارساته الفردية المحاطة بالتوجيه و الإرشاد الذي يقدمه معلموه في المدرسة، و من أهم منابع هذه المطالعات التي تساعد على شحن الطاقات الإبداعية للطفل و تنمية الحس الفني لديه النص المقروء، المكتوب، و المسموع، فهو من أفضل الوسائل التعليمية التي يجد فيها الطفل متعته ممارسا قدرته على التحليل و المناقشة.

فالمدرسة باعتبارها المكتبة الأولى التي يرتادها الطفل في حياته، تشكل حقلا معرفيا خصبا و أداة ناجعة في صقل شخصية الطفل و تنمية وعيه المعرفي و المفاهيمي بالشكل الصحيح و السليم، بفضل ما يتلقاه الطفل من نصوص متوزعة بين كتبه المدرسية مشكلة في مجموعها أدبا خاصا به.

لكن قبل هذا، من هو الطفل؟ ما مفهوم أدب الأطفال؟ ماهي مواصفات هذا النوع من الكتابة؟ ما هو الكتاب المدرسي، و ما هي الصورة؟ و غير ذلك من الأسئلة التي تدور في خلدنا نجيب عنها تباعا فيما يأتي من محتوى هذه الورقة البحثية.