البناء السردي لشخصية البطل في الرواية التاريخية عند باكثير : الثائر الأحمر نموذجا

الملخص AR

كتب على أحمد باكثير روايته التاريخية "الثائر الأحمر" عام 1949م حين كان يقيم في القاهرة و هي محكية سردية مكونة من أربعة أسفار في (خمس ين) وحدة سردية.

تناول بها حركة القرامطة في العراق من خلال دور بطلها "حمدان قرمط" منذ بدء شعوره بمآسي الفلاحين -و هو أحدهم- و ظلم ملاك الأرض لهم، إلى إدراكه بضرورة تخليص الفلاحين من هذا الظلم ثم انتمائه لحركة العيارين لمحاربة طغيان رأس المال و إضعافه وصولا إلى انتمائه لحركة القداحيين الذين كانوا يؤمنون بمبدأ التغيير الشامل للأوضاع و الثورة عليها من خلال مناداتهم بتطبيق مبدأ "العدل الشامل" انتهاء إلى تكوين دولته "دولة القرامطة" في سواد العراق.

و قد رأى الباحث أن يتتبع هذه الشخصية-شخصية حمدان قرمط- في هذه السردية خطوة خطوة لمحاولة التوصل إلى التكنيك السردي الذي استخدمه السارد في بناء شخصية بطله وكيف تمكن من تطويره من "فلاح" بسيط يمتلك سمات فلاحية إلى "عيار" يمتلك سمات الفارس إلى "قائد" دولة يمتلك سمات القيادة و الإدارة.

و يحاول الدارس متابعة حركة السردية في بناء شخصية "البطل" و سماته و تعاملها مع متطلبات الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى.

و معرفة الوسائل و الأدوات التي استخدمها السارد في هذا الانتقال و سلامة النقلة و مرونتها أو استعصائها و صعوبتها و ابتكار الحلول و الحيل السردية لتجاوزها و مستوى النجاح و التوفيق في التعامل مع هذه النقلات السردية و تأثيرها في بناء شخصية البطل "حمدان" و تطويرها.

و على ذلك فإن الدراسة ستتضمن عدة مباحث هي: الأول : بناء شخصية البطل بين المكون التاريخي و المكون السردي.

الثاني : مقومات و تكنيك بناء شخصية البطل في البناء السردي للثائر الأحمر.

الثالث : تقييم نجاح التجربة السردية في تكنيك بناء شخصية البطل "حمدان".