الاتصال الأمني و دوره في إدارة الأزمات

الملخص AR

إذا كانت الدول المتقدمة تتعامل مع أزمتها بمناهج علمية فإن الدول النامية ترفض اتباع هذه الأساليب في مواجهة أزماتها مما يجعل الأزمة أشد عمقا و أقوى تأثيرا نتيجة للتفاعل الواضح بين عدم اتباع المناهج العلمية في التعامل مع الأزمات و بين الجهل بتك المناهج و التمس بتك الأساليب العشوائية في معالجتها.

و لقد ازدادت أهمية الاتصال في العصر الحديث بشكل كبير ؛ حيث الحاجة إلى المعلومات ومعرفة أساليب التأثير على الصورة الذهنية التي يكونها الناس عن واقعهم، و من هنا نجد أن فهم الأعلام كعلم اتصال يحتاج إلى فهم مجمل الاتجاهات الشاملة للعملية الاتصالية و تأثيراتها المتبادلة، و قد حاولت هذه الدراسة تسليط الضوء على موضوع الاتصال الأمني و دوره في إدارة الأزمات، و هو موضوع في غاية الأهمية حيث تبرز أهميته و خصوصيته في الآثار المترتبة على فاعلية الاتصال و دوره في نجاح فاعلية إدارة الأزمات، و هذا ما جعل البحث في هذا الموضوع يعد أحد مداخل المنهج الحديث لعلم إدارة الأزمات و مجابهتها؛ بعيدا عن الأساليب التقليدية التي تتطلب الجهد و التدريب، و الوقت و المال دون الوصول إلى النتائج المرجوة ؛ و طالما أن حدة الأزمات بشتى أنواعها ازدادت فكان من اللازم أن نتحكم و نستخدم كافة مهارات الاتصال الأمني في إدارة الأزمات.

إن الإدارة العلمية الواعية للأزمات تنطلق من تشخيص المؤشرات و الأعراض، و متابعة الأرهاصات التي تنبئ بوقوعها، و على أساس هذا التشخيص تجري عمليات الاستعداد و الاتصال الأمني بكافة وسائله الاتصالية، تخذ إجراءات الوقاية المسبقة حيالها، بهدف منع حدوثها أو التخفيف من آثارها في حال وقوعها ، ولا يقف الأمر عند هذه النقطة، بل تعتبر المراحل الاتصالية اللاحقة لذلك، مهمة أيضا، إذ يجب العمل على احتواء الأضرار و محاولة عدم تفاقم الأزمة و اتساع رقعة انتشارها، و بهذا يتضح لنا أهمية الاتصال الأمني و دوره في مواجهة شتى الأزمات.