المقاييس الفنية لفصاحة اللفظ المفرد و أثرها في الصورة البيانية

الملخص AR

يهدف هذا البحث إلى اقتراح بعض المقاييس الفنية التي أغفلها علماء البلاغة، مثل : 1- القيمة الدلالية و الإيحائية للفظ المفرد.

2- دور اللفظ في نماء الصورة البيانية.

3- مدى توافق اللفظة مع الحالة الشعورية و النفسية للمتكلم ، و مناسبتها للتركيب.

و بهذه المقاييس الفنية المقترحة يظهر لنا أن كثيرا من الألفاظ التي نشعر في بعض كلماتها بصعوبة النطق.

بل لها المقدرة على إظهار الإعجاز القرآني فيها.

و بهذه المقاييس الفنية يمكن أن نعيد تحليل كثير من الصور البيانية التي استقبحها العلماء بشروطهم، و نستطيع أن نراها رؤية فنية جديدة تثري الدرس البلاغي، فصعوبة الكلمة و غلظها و غرابتها قد يكون سببا في حسنها إذا خدمت الصورة و زادت من نمائها و أضافت إليها أبعادا و إيحاءات جديدة، أما إذا لم تتلاءم مع الموقف، و ناقضت الشعور، و أقحمت في الصورة إقحاما أضعف من تأثيرها فهي قبيحة.

كما يهدف هذا البحث إلى : 1- تنبيه المتذوق إلى عدم الوقوف عند ظواهر الأشياء، بل عليه أن يتغلغل في دواخلها مستخدما حسه المرهف المدرب، و خياله الواسع، فتفاعل النفس الشاعرة مع اللفظ مغاير تماما لتعامل عالم اللغة.

2- توجيه الأذهان إلى قيمة اللفظ المفرد.

3- فتح آفاق الخيال، و ذلك بتوجيهه إلى كيفية توظيف اللفظ داخل الصورة.

4- إشراك العوامل النفسية و الشعورية و الخيالية في تقييم اللفظ، و عدم قصره على السمع.

و يسهم هذا البحث في تطوير الأدوات النقدية للناقد، و تدريب حسه، و توجيه خياله إلى طريقة جديدة في التعامل مع مكونات الصورة مما يثري الذوق البلاغي، و يمكنه من التفاعل الحي المثمر مع النص، كما أن لهذا البحث أثره على الصورة البيانية، فالتفاعل مع اللفظ بالطريقة المقترحة يزيد الصورة نماء و حركة.