الخيل و دورها في الجهاد و حركة الفتح الإسلامي إلى نهاية عهد الخليفة عمر بن الخطاب

الملخص AR

يهدف هذا البحث إلى دراسة نشأة و تطور قوة الفرسان الإسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، و إلى نهاية عهد الخليفة عمر بن الخطاب، أي فترة من سنة 2 هـ إلى سنة 23 هـ.

لقد عرف العرب الخيل منذ وقت طويل في الجاهلية، و كانوا يعتمدون عليها اعتماداً كلياً في حروبهم الداخلية، و بلغ من حبهم و إكرامهم للخيل إنهم كانوا يفضلونها على أبنائهم أحيانا.

أما في ظل الدعوة الإسلامية فقد كرم الله سبحانه و تعالى الخيل بذكرها في القرآن الكريم، و أمر المسلمين بارتباطها للجهاد، و ذلك في قوله تعالى : ﴿ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم و آخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم﴾.

كما أن الرسول صلى الله عليه و سلم جعل نصيب الفراس من الغنائم التي يحصل عليها المسلمون من أعدائهم ثلاثة أضعاف ما يحصل عليه الراجل، أي يقاتل على رجليه، و ذلك تشجيعا للمسلمين لإقتناء الخيل.

و لكن على الرغم من ذلك فإن بداية تكوين قوة الفرسان الإسلامية كانت بسيطة و بطيئة جدا، بدأت بفرسين فقط في غزوة بدر الكبرى سنة 2 هـ، و استمر المسلمون عدة سنوات، و لم يزد عدد خيلهم عن بضع عشرات، و ذلك بسبب الظروف الإقتصادية الصعبة التي كانت تمر بها الأمة الإسلامية.

و بزوال بعض هذه الظروف بدأت قوة الفرسان الإسلامية في الإزدياد المطرد حتى بلغت عدة آلاف فرس في نهاية عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، و استمرت في الإزدياد خلال عهدي أبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب، مما كان له أكبر الأثر في حركة الفتح الإسلامي.