نحو مدخل متكامل لاختيار القيادات الإدارية في القطاع العام

الملخص AR

برغم ما قدمه الفكر الإداري في حقل إدارة الأفراد من إسهامات عديدة في مجال عملية الاختيار فإن التطبيق في القطاع العام لم يصاحب التنظير و حرم التطبيق من إمكانية التطوير و الاستفادة مما وصل إليه الحقل العلمي في هذا المجال.

فتوضح تجربة الحاضر في البيروقراطيات المعاصرة في أغلب الدول النامية و المتقدمة على السواء، أن الحرية المطلقة التي تبني على الاعتبارات و الثقة الشخصية أكثر من الاعتبارات الموضوعية هي الطريقة الأساسية التي سادت في اختيار القيادات الإدارية و بوجه أخص في مستويات الإدارة العليا.

و قد اختلفت التسمية التي أعطيت لها من دولة إلى أخرى " بيروقراطية المحسوبية " و " نظام القائم "، " نظام تعيين الأقارب و الأصدقاء و المؤيدين "، " الاتجار بالوظيفة العامة " إلى غير ذلك من تسميات و تعبيرات تعبر عن تفضيل الاعتبارات الشخصية أساسا في عملية اختيار القيادات.

كذلك لم تكن تجربة الماضي في البيروقراطيات القديمة أسعد حالا ؛ إذ يوضح التاريخ الإداري مداخل و طرقا أخرى في اختبار القيادات الإدارية اتبعت منها الاختيار وفقا للمركز الاجتماعي و بالانتخاب و هذه لم تحقق الكفاح و الجدارة في الاختيار كما يصورها التنظير العلمي في حقل إدارة الأفراد.

و انتهى البحث من التحليل السابق إلى أن الحاجة ماسة إل تطوير نظام اختيار القيادات الإدارية، بما يحقق ملاحقة التطبيق لما وصل إليه التنظير العلمي في حقل إدارة الأفراد.

و قدم لذلك مدخل مقترح لاختيار القيادات في القطاع العام و يرتكز على عدد من المحاور أو الأفكار الرئيسة.

أول هذه المحاور الرئيسة الالتزام بمهنة الوظيفة الإدارية فالإدارة " مهنة " تمتهن كغيرها من المهن باختيار الأشخاص ذوى التأهيل العلمي و التدريب العملي الذي يؤهلهم لأداء الوظيفة الإدارية بكفاية و تميز، كذلك لا بد من وجود نظام للبيانات و المعلومات القيادية يرشد قرار الإدارة في عملية الاختيار..

و أن تقدر أساليب الاختيار في " مصفوفة للاختيار " تتيح للإدارة استخدام أسلوب منها أو أكثر حسب المستوى الإداري للقيادات المراد انتقاؤها، وفقا لظروف الموقف القيادي في كل حالة..

كذلك طالب هذا المدخل المقترح بالبحث عن روافد جديدة لتزويد القطاع العام بقياداته دون حصر الأخيار على من بداخله..

و ضرورة وجود " كادر متخصص للقيادات الإدارية " يوفر النوعية التي يحتاجها القطاع العام من القادة الإداريين مع إيجاد " مدارس الإعداد بمهنة الإدارة "، لتحقيق الإعداد السابق لرجال الإدارة..

و أخيرا فإن نجاح هذا المدخل سيؤدي إلى أن يتوافر في التطبيق الإداري المناخ الإداري الصالح لنجاح عملية الاختيار.