الشباب و الاغتراب : دراسة ميدانية من شمال الأردن

الملخص AR

لقد كان الهدف من هذا البحث دراسة العلاقة بين أهم الخصائص الاجتماعية لعينة الشباب في جامعة اليرموك و كليات المجتمع في شمال الأردن لعام 1986، و درجة مشاركتهم السلوكية في الانتخابات البرلمانية و البلدية.

و في الأنشطة المختلفة لمؤسساتهم التعليمية، و في مناقشة و قراءة القضايا السياسية و الاجتماعية التي تهم مجتمعهم و صالحه العام.

و كذلك دراسة العلاقة بين هذه الخصائص الاجتماعية و درجة اغتراب الشباب المبحوثين على أبعاد الاغتراب التأثيرية و المعيارية القيمية و المعنوية، و الانعزالية و الذاتية, و قد شملت الدراسة (512) شابا، (ما نسبته 3.3 % من مجموع الطلبة المسجلين في جامعة اليرموك و أربع كليات مجتمع متوسطة في شمال الأردن)، اختيرت شعبهم عشوائيا، و جمعت المعلومات بواسطة استبانه صممت و طورت خصيصا لهذا الغرض.

و يمكن إجمال أهم الخصائص الاجتماعية للمبحوثين بأن غالبيتهم العظمى مسلمون، و عازبون، و متوسط أعمارهم (2.3) سنة، و أن نسبة الإناث تكاد تساوي نسبة الذكور منهم، و أن نصفهم من سكان القرى، و أقل من نصفهم بقليل من سكان المدن.

كما شعر ثلاثة أرباعهم أنهم ينتمون ذاتيا إلى الطبقة الوسطى اجتماعيا، و الباقي منهم موزعا بالتساوي تقريبا بين الطبقتين العليا و الدنيا.

لقد بينت الدراسة الحالية أن المشاركة السلوكية للمبحوثين عموما في الانتخابات البلدية و البرلمانية و في الأنشطة المختلفة لمؤسساتهم الجامعية، و في مناقشة القضايا السياسية و الاجتماعية لكي تهم مجتمعهم، و في قراءة الموضوعات التي تتعلق بالصالح العام في الصحف و المجلات باستمرار، كانت منخفضة جدا.

و تراوحت بين 12.9 % إلى 25.8 % منهم.

و بالمقابل ظهرت مشاركتهم السلوكية الدينية قوية من خلال ممارسة العبادات الدينية 86.

% (586 % باستمرار، و 27.5 % أحيانا).

و لا تختلف درجة مشاركة المبحوثين السلوكية في المجالات السابقة باختلاف نوع مؤسستهم التعليمية، و جنسهم، و مكان إقامة أسرهم، و طبقتهم الاجتماعية.

و من خلال قياس اتجاهات عينة الدراسة نحو الاغتراب بواسطة درجة موافقتهم على الفقرات الخاصة بكل بعد من أبعاده، بينت الدراسة الحالية أيضا أن الغالبية العظمى من الشباب الجامعي المدروس عبروا بوضوح عن اغترابهم من النواحي التأثيرية و المعيارية، القيمية و المعنوية، و الانعزالية، و الذاتية.

و بالمقابل، ترى كل عينة الدراسة تقريبا أن تطبيق التعاليم الدينية و التقيد بها يعتبر الحل الأمثل للخروج بالمجتمع العربي من أزمته الحالية.

و لم تميز مؤسستهم التعليمية، و جنسهم، و مكان إقامة أسرهم بين اتجاهاتهم نحو القضايا السياسية و الاجتماعية المطروحة ؛ إلا أن الطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها ذاتيا، ميزت بينهم بشكل مهم، حيث كان منتسبو الطبقة العليا أقل اغترابا و تدينا من منتسبي الطبقتين الوسطى و الدنيا.

و تتفق هذه النتائج في مجملها مع أغلب الدراسات العربية في الموضوع.

و قد تعرض الباحثان لدور العوامل الخارجية و العربية و القطرية و المؤسسية و الفكرية في خلق أنماط قيمية متعددة و متنوعة و متضاربة أحيانا، و التي ربما كانت من الأسباب الأساسية لظهور الاغتراب بين غالبية أفراد العينة المدروسة.