الإبداعية في تطور شكل الثور في لوحة الجورنيكا

الملخص AR

يبتكر الفن برمته واقعا مفترضا ليجعل الشـيء متجسـدا بأشكال دالة و علامات جمالية، و هذا يعني ضمنا إن الخوض فـي غمـار البنـى الشـكلية لتمثيـل هـذه المحسوسـات المرئيـة ايقونيـا يرتكز على الإبداع (الفني) و مدى استيفاء الواقع أو التنصـل منــه و فــي صــياغاته لإنتاج أثـار فنيــة ذات معــاني ودلالات جماليــة.

إذ يرجــع الإبداع الفنــي -بعيــدا عن التيارات الفلسفية الحديثة أي البنيوية و ما بعدها- في طبيعته إلى علاقة تصاهريه بين ثالث ركائز أساسية هي : - المنبع : أي الواقع الذي يستمد منه الفنان مادته.

- المنتج : و هو هنا الفنان و نجاعاته الأدائية و المهارية.

- المتلقي : وهو مستقبل القيم الجمالية و الفنية.

و هـذا يـدعونا جـدلا باقتفـاء أثـر الـذات و الموضـوع فـي التشـكيل الفنـي، فقـد شـكلت جدليـة الـذات و الموضـوع بمكـان وحـدة عضـوية محفـزه للإبـداع و داعمة لتطـور بنيـة الشـكل الفنـي.

و إذا نظرنـا إلى شـكل الثـور فـي جورنيكـا (بيكاسـو)، لتبـين لنـا أن منظومـة الفـن فـي مرحـل تطورهـا المتعاقبـة تشـحن ذات الفنـان (بيكاسـو) لكـي يبـدع اسـتجاب لنداء عقلة و وجدانه و الإنسانية بأسرها.

و عليه تنبهت الدراسات الجمالية و النفسية لرصد الإبداع (الإبداع الفني) كحقل معرفـي فـي مضـمار الفـن و كـذلك فـي بعض الحقول المعرفية الأخرى.