السباحة و الغوص بين التراث و المعاصرة

الملخص AR

حين يزور المرء الباحث بحرا, و يشاهد الناس و هم يسرون عن أنفسهم باللعب في الماء, بالسباحة و الألعاب المائية المتعددة, يبرز في ذهنه سؤال : هل تعامل الناس في العصور المتقدمة مع البحر؟ أو أنهم خافوه؟ إن هذا البحث سيكشف عن أن العرب في تراثنا قد أحسنوا التعامل مع معطيات البيئة التي أمامهم, و من أهم هذه المعطيات البحار و الأنهار, فلم يظلوا على خشية منها, بل اقتحموها و سبحوا فيها, و غاصوا, و لم يكتفوا بذلك, بل تعلموا السباحة و الغوص و علموهما, و كتبوا فيهما المصنفات. و قد حفلت كتب التراث الأدبية و التاريخية بالسباحة و شؤونها, و تحدثت عنها أحاديث مفصلة تبين قيمتها و تحذر من عواقبها الوخيمة في الوقت نفسه, و تشير إلى الاهتمام الكبير الذي أبداه العرب بها. و قد توصلنا في بحثنا هذا أن السباحة و الغوص ليسا علمين طارئين في زماننا, بل هما علمان قديمان لهما قوانينهما و قواعدهما, و قد عرفهما العرب و تمثلوهما تنظيرا في الكتب, و تطبيقا في مياه البحار و الأنهار.