قيمة العمل عند أولي العزم من الرسل و أثره في البناء الحضاري

الملخص AR

الحمد الله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين.

و بعد فقد حث الأنبياء عليهم الصلاة و السلام على القيم جميعا و منها قيمة العمل، و هذا من الأهمية بمكان حيث تداعت علينا الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، و من أسباب ضعفنا و قوة عدونا أننا أهملنا قيمة العمل و تحول كم لا باس به من جهلة الناس و دهمائهم إلى اعتقاد أن الرزق و النصر و التمكين في الأرض و صنع الحضارة إنما يأتي من الله تعالى من غير كسب منا و لا جهد، بينما وجدنا فيما مضى أن الله تعالى قص علينا قصة مريم عليها السلام و كيف يناديها مولودها من تحتها أن تهز جذع النخلة لتساقط عليها رطبا جنيا و هو الذي خلق لها طفلا من غير أب، و مع ذلك فلم يعفيها من تكاليف العمل و الكسب، و الأمثلة الأخرى كثيرة جدا.

و من هذا المنطلق ينبغي علينا أن نفهم ما جاء في كتاب الله العزيز من معاني و دلالات لتنهض الأمة من جديد، و منها القيم التي بثها الله تعالى في القرآن الكريم و لاسيما قيمة العمل و في هذا الزمان بالذات، علما أن ماضي الأمة العريق مليء بالشواهد على نهضة الأمة و تفوقها في الجوانب العملية على باقي الأمم، و اليوم و نحن نمتلك كل مقومات النهوض و منافسة الأمم من الطاقات البشرية إلى المعادن و الكنوز التي تضمها أرضنا إلى العقول المبدعة إلا أننا ما زلنا في نهاية اركب قياسا على الأمم الأخرى.

و لننظر إلى اليابان مثلا فهم لا يملكون قدحا من النفط و قد دمرت بلادهم بالكامل أثناء الحرب العالمية إلا أنهم اليوم يقودون العالم علميا و تكنولوجيا فما بالنا نحن ؟ و بعد فهذا جهد المقل و اسأل الله تعالى أن يجعل هذه الكلمات في ميزان الحسنات لا السيئات.

و صلى الله و سلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين.