إجراءات القوات البرطانية في العراق و تدابيرها للحد من تفشي مرض الملاريا في صفوفها 1941-1943 : دراسة وثقائية

الملخص AR

غطت الدراسات الأكاديمية و الكتابات التاريخية معظم أحداث حركة مايس 1941، إلا أن الحاجة تظل قائمة لتسليط الضوء على جوانب مهمة منها باعتقادنا، لم تصل إليها أقلام الباحثين لأسباب شتى، يأتي في مقدمتها غياب المادة التاريخية التي من شأنها أن تشكل كشفا تاريخيا جديدا، كما أن هنالك موضوعات تاريخية تتعلق بموضوع بحثنا و الذي يندرج ضمن سياق دراسة الأوضاع الصحية، قلما تجلب أنظار الباحثين لعدة أسباب بعضها غير موضوعية على ما نعتقد. من بين الموضوعات التي تتعلق بالأوضاع الصحية و ذات صلة بحركة مايس هو تفشي مرض الملاريا في صفوف القوات البريطانية منذ أن وطأت أقدامها أرض مدينة البصرة و استمرار تفشيه بعد الاحتلال الثاني للعراق في إعقاب أخفاق حركة مايس 1941، إذ دقت ناقوس الخطر في الجيش البريطاني، مما دفعه إلى تعزيز قدراته في مجال مكافحة الملاريا و علاجها. على الرغم من ذلك فإن الواقع يفرض علينا أن نقر أن ما قدمته قوات الاحتلال البريطاني عموما من إجراءات لاحتواء مشكلة تفشي مرض الملاريا في صفوفها لم تكن قليلة، فإن نشر وحدات مكافحة الملاريا و إرسال الملاكات الطبية المتخصصة إلى العراق و التي شهدت تطورا كما و نوعا لا يستهان به بأي حال من الأحوال و ينبغي هنا أن نأخذ بنظر الاعتبار أن القوات البريطانية نزلت في بلاد توطنت فيها الملاريا و انتشرت في عموم البلاد و لم تسلم منها مدينة أو قرية.