القزويني و منهجه في كتابه (آثار البلاد و أخبار العباد)‎

الملخص AR

القزويني من بين الجغرافيين العرب الذين جمعوا بين ثنايا كتبهم الجغرافية الأحداث التاريخية التي مرت على المنطقة التي يتحدثون عنها، ليس هذا فقط بل يشمل على معلومات عن أبرز الشخصيات العلمية التي تنسب إلى المدن الجغرافية، و قد أتهم القزويني بأنه ناقل للكثير من روايات ياقوت الحموي الجغرافي المؤرخ فرغبة منا من أجل الكشف عن مدى صحة هذه الخبر توسعنا و رغبنا في كتابه منهج القزويني لكشف الحقائق التاريخية و أتمنى أن نكون قد وفقنا في مسعانا هذا. لذا فقد تناولنا في البحث حياة هذا الجغرافي بصورة مبسطة ثم توسعنا في تناول منهجيته التاريخية فسردنا فيها المصادر و سلسلة السند في الروايات التي نقلها من ياقوت الحموي بل و جردنا كل الروايات التي لم ينقلها من الأخير فاعتمد على سبيل المثال على روايات لم نجدها عند ياقوت الحموي مثل رواية فتح طوس نقلا عن رواية من الوزير نظام الملك فضلا عن رواية عن أبي عبيد الجوزجاني، نقل القزويني روايات جديدة عن الأندلس و المغرب من أبي حامد الغرناطي و العبدري، و نقل القزويني روايات عن إبراهيم بن يعقوب الطرطوشي تتعلق بالصقالبة في أوروبا الوسطى فضلا عن نقله لروايات تاريخية كثيرة لم يسندها إلى مصادر و جردنا معظم الروايات التي كان قد شاهدها هو بنفسه أو كان قد سمعها ليعزز بها مادته التاريخية لأن هذه الروايات هي أساس في الرواية التاريخية. و في إطار استكمال البحث اعتمدنا على سلسلة من المصادر التاريخية و الجغرافية فضلا عن المراجع الحديثة التي كان لا بد لنا من الإطلاع عليها لتدعيم البحث و من مجلة المصادر الجغرافية التي كان لها معينا لنا في كتاب ياقوت الحموي (ت 628 هـ / 1230م) معجم البلدان، و من المصادر التاريخية كتاب الكامل في التاريخ ابن الأثير فضلا عن المراجع الحديثة خاصة كتاب التاريخ الأدب الجغرافي العربي لكراتشكوفسكي الذي زودنا بمعلومات عن شخصية القزويني و مزايا أسلوب كتابته. و أخيرا أتمنى أن أكون قد وقفت في كتابه هذا البحث ليكون بذرة أو نواة للكتابة عن منهجية هذا الجغرافي المؤرخ الأديب.