المشهد السياسي السلفي.. : دراسة حالة مصر

الملخص AR

أثمرت موجة الثورات التي اجتاحت المنطقة العربية حزمة من التغيرات الجذرية، و التي تتمثل في إسقاط أنظمة الحكم العربية في تونس و مصر و ليبيا، و ما زلت الثورة تعتمل في اليمن و سوريا، و يعد فتح باب السياسة أمام كل القوى السياسة كل القوى السياسية بعد مرحلة الحكم السلطوي أبرز ملامح التغيير الحادثة، مما ينبي بتشكيل بيئة سياسية جديدة في البلاد التي أنجزت فيها الثورات، و يأتي حضور القوى السلفية في الساحة السياسية المصرية ليمثل ظاهرة سياسية تستحق العناية و الدراسة، و من هنا ننعى هذه الدراسة في تحليل الظاهرة السلفية السياسية مبينة مفهوم السلفية عند المنتمين للمنهج السلفي، و كذا عند التيارات العلمانية.

و تناقش الدراسة جدل تصنيف القوى السلفية مبينة كون التصنيفات المشهورة مبنية على اختلاف الممارسات السلفية، من حيث القضايا التي نشغل حيزا كبيزا من خطاب الفصائل السلفية، و كذا موقف كل فصيل من بعض القضايا، و العلاقة مع السلطة الحاكمة، و تبين الدراسة كون القوى السلفية نتمتع بمشترك فكوي كبير، إلا أنها تفتقر إلى كيان منغم يجمعها كلها مما بجيبها من التفتت مما يؤثر على درجة حضورها المجتمعي و السياسي.

و تكتشف الدراسة عن الجدل الفكري الدائر في الوسط السلفي حول مسألة المشاركة السياسية ؛ حيث بمنع من المشاركة البعض، بينما لا حرج عند آخرين من المشاركة السياسية، و قد أدى هذا الجدل إلى حدوث نيع من القطيمة بين القوى السلفية و العملية السياسية في واقع ما قبل الثورة المصرية، ساعد عليها مجمل الخالة السياسية الصفرية.

و لما حدثت الثورة اضطرب موقف القوى السلفية منها ؛ فشارك البعض فيها، و امتنع البعض ؛ و ذلك بسبب الخلفية الفكرية الحاكمة لتعامل القوى السلفية مع السلطة الحاكمة، و كذا نظرا لعامل المفاجأة الذي تعرضت له كل فصائل المجتمع، و من بعد الثورة بدا حضور القوى السلفية في المجتمع، و تمظهر في التفاعل و الفضيلة و الإصلاح.

تسعى الدراسة إلى تحليل الممارسة السياسية لهذه الأحزاب، و بيان مواقفها في كل التفاعلات السياسية، ثم تحاول الدراسة رصد مجمل التحديات التي تقض أمام القوى السياسية في تجربتها السياسية، ثم تفترض الدراسة جملة من السيناريوهات الوقعة لمستقبل التجربة السلفية في البيئة السياسة المصرية في واقع ما بعد الثورة.