العلاقات العمانية الفرنسية في عهد السيد سعيد بن سلطان 1806م-1856م

الملخص AR

مع ارتقاء السيد سعيد بن سلطان الحكم في عمان عام 1806 م كانت العلاقات العمانية الفرنسية مزدهرة، و كان أساس تلك العلاقات بينهما هو الإتجار مع جزيرة مورشيوس (Meuritius) إحدى المستعمرات الفرنسية، و قد حرص السيد سعيد على استمرار هذه العلاقات مع حرصه على أبعاد عمان عن الصراع الدائر آنذاك بين فرنسا و بريطانيا.

من جانبها عملت فرنسا على تطوير علاقتها مع مسقط من خلال عقد عدة معاهدات، إلا أن هزيمة فرنسا أمام بريطانيا و استيلاء الأخيرة على جزيرة مورشيوس عام 1810 أتى على العلاقات العمانية الفرنسية.

و بعد خمس سنوات أدى تنازل بريطانيا عن مورشيوس لفرنسا عام 1815 م إلى عودة العلاقات من جديد بين مسقط و فرنسا من خلال إعادة فرنسا لنفوذها في المنطقة الذي فقدته مع سيطرة بريطانيا سواء كان نفوذا تجاريا أو دبلوماسيا، إلا أن هذا لم يكن حائلا دون حدوث بعض الأزمات و التوتر في العلاقات بين مسقط و فرنسا و ذلك نتيجة تضارب مصالحها في أملاك السيد سعيد في شرق أفريقيا، و محاولة فرنسا مد نفوذها إلى تلك المناطق حيث شهدت الفترة نوعا من العلاقات العمانية الفرنسية التي كانت مقيدة بنفوذ بريطانيا، حيث كان يستشيرها في تحديد طبيعة علاقته بالفرنسيين و الحد من طموحهم في ممتلكاته، و أنه كان يتجه إلى الجانب الذي يحقق له أكبر قدر ممكن من المصالح مع أقل ما يمكن من الخسائر.