الأسس المعرفية لعوامل التغير الدلالي : دراسة في ضوء الدراسات اللغوية الحديثة

الملخص AR

التغير الدلالي محور رئيس من محاور الدرس الدلالي الحديث، إذ تركزت جهود الباحثين فيه ضمن ما دعي بعلم الدلالة التاريخي (Semaioiogie) : و يطلق هذا المصطلح على تغير معنى الكلمة على مر الزمن بفعل إعلاء أو انحطاط أو توسع أو انحسار أو مجاز، أو نحو ذلك.

و إن التغيير الذي يطرأ على بنية اللغة، و لا يحدث إلا إذا توفرت عوامل موضوعية و أخرى ذاتية تدفع العناصر اللغوية إلى تغيير دلالاتها، و لا تخرج تلك العوامل عن ثلاثة : عوامل اجتماعية ثقافية، عوامل نفسية، و عوامل لغوية.

و الحق أن موضوع التغير الدلالي موضوع متشعب و كثر القول فيه، و رأي بعض اللغويين انه من الصعوبة البالغة الخوض فيه، بيد أن الدراسات اللسانية الحديثة قدمت للباحثين من المعطيات ما يمكن إعادة النظر فيه و إعادة تبويب موضوعاته و توجيه بعض المسائل العالقة فيه، و سأقتصر في هذا البحث على التكوين المعرفي لعوامل التغير ؛ كونها تمثل مفصلا محوريا في دراسته أولا، و ساحة اشتغال واضحة عند اللغويين ثانيا.

و يهدف البحث إلى تلمس الأسس المعرفية الابستمولوجية التي كونت التغيرات الدلالية.