نقد البنى التأسيسية التي قامت عليها النهضة العربية

الملخص AR

حاولت في هذا البحث إضاءة جانب من جوانب عدم نجاح النهضة العربية الحديثة في إحداث ثغرة في البنى التأسيسية للفكر و الواقع العربي المعاصر.

و ذلك بنقد الأسس البنيوية التي قامت عليها النهضة و هي أربعة أسس : بنوية فكرية، و أسس بنوية سياسية و أخرى اقتصادية، و أسس ثقافية / حضارية.

و وجدت أن الرواد الأوائل للنهضة مثل ناصيف اليازجي و بطرس البستاني و أحمد فارس الشدياق و رفاعة الطهطاوي و جمال الدين الأفغاني و خير الدين التونسي و محمد عبده، قد قدموا أفكارا و مشاريع فكرية اعتراها بعض الضعف، إلا أنها كانت جيدة و صالحة للنهوض بالعالم العربي من سباته الطويل.

إلا أن الضعف الأكبر و الأصعب كان في البنى السياسية و الاقتصادية و الثقافية / الحضارية للمجتمع العربي، و التي أحاطت بهذه الأفكار و المشاريع و منعتها من أخذ فرصتها في النجاح أو التجذر في الوعي العربي الحديث و من ثم إعاقة وصولها إلى الجماهير العربية لأسباب عديدة أوضحتها في هذا البحث.

فلماذا لم تنجح الإصلاحات التي أرادها الرواد؟ هل لضعف في الفكر و الخطاب النهضوي، أم الضعف في البنى و الواقع المجتمعي الذي لم يستطع استيعاب هذا الخطاب النهضوي؟ وجد الباحث بعد النقد و التحليل أن البنى التي حاول الخطاب و المشروع النهضوي اختراقها و أنارتها لم تكن جاهزة لمثل هذا الفعل.

لذا فإن أي مجهود أو مشروع نهضوي عربي مستقبلي لن يحقق اختراقا في الواقع العربي، إلا إذا أزيلت الأسباب نفسها التي اعترضت مسيرة النهضة العربية الأولى، و أعني البنى السياسية و الاقتصادية، و البنى الثقافية و الحضارية.