المسار التاريخي للجدل و موقع الجدل من المنطق الأرسطي

الملخص AR

توصل الباحث إلى جملة من النتائج التي تكون بمثابة خاتمة لهذه الرسالة، يمكن إجمالها بالآتي : أن الجدل و إن كان ممارسة و تطبيقا قديما قدم الزمان، إلا أنه تنظير و تقنين لم يبدأ إلا مع اليونان.

نلاحظ أن أرسطو قد تأثر بالفلاسفة اليونانيين الذين سبقوه، من خلال التعريف و الاستقراء عند سقراط و قياس الخلف عند زينون، ناهيك عن أسلوب الحوار و النقاش في التوصل إلى الحقيقة الذي نحده عند سقراط، و كل هذه المفاهيم ساعدت في إذكاء الجدل عند أرسطو، ليكتمل بصورته النهائية عنده.

نلاحظ أن مفهوم الجدل قد أخذ منحا منطقيا عند أرسطو، فهو صناعة من الصناعات، متفرع على أساس مادة القياس لا صورته، بخلاق الجدل عند أفلاطون الذي اخذ منحا فلسفيا كعلم و منهج معا، و هذا ما لاحظناه عند أفلوطين و عند هيجل.

أن البرهان و إن كان موصلا إلى الحقيقة عند أرسطو، إلا انه قد تستدعي الظروف أن لا يؤخذ به، كما تقدم ذلك في الرسالة، فضلا عن أن هيئة الاستدلال الجدلي أوسع من هيئة الاستدلال البرهاني، إذ يشمل الجدل فضلا عن القياس، الاستقراء.