الظاهرة الإرهابية في زمن ما بعد الحداثة : دراسة تحليلية في الأشكال و الأساليب و الإجراءات المضادة

الملخص AR

تستهدف هذه الورقة دراسة أهم التحديات التي يمكن أن تفرضها الظاهرة الإرهابية لـ أعقاب حقبة ما بعد الحرب الباردة، حيث استفادت من جميع المزايا التي قدمتها العولمة، بحيث تم التغيير في أشكال و أساليب عمل الجماعات الإرهابية، و تم أيضا التحول حتى في طريقة تنظيمها، بل أصبح العالم يشهد تشكيلات إرهابية هجينة مثل تنظيم ما يسمى ب ((داعش)) اليوم (الدولة الإسلامية في العراق و الشام)، ما أدى إلى ظهور إجراءات مضادة في ظل العولميات (عولمة كل شيء) بما في ذلك التشريع و العقاب، و لعل من أبرز مظاهرها اليوم تفريد كل من التجريم و العقاب.

و لذا فإن المواجهة التشريعية أو حتى الإجرائية للإرهاب تستدعي بالضرورة بعض المضايقات لحرية الأفراد بما فيها عناصر الجماعات الإرهابية أنفسهم.

هذا كله أدى بمنظومات الجزاء العقابية إلى إيجاد تصور منطقي جديد يتماشى مع طرحي : ضرورة ملاحقة العناصر الإرهابية، و ضرورة كفالة حقوق الأفراد (ضحايا الإرهاب بشكل مباشر أو غير مباشر، أو حتى الإرهابيين أنفسهم)، و يتمثل ذلك في طرح قائم بالأساس على فلسفة الرعاية اللاحقة التي تعد جزءا من السياسة العقابية، و في الوقت نفسه حقا من حقوق الإنسان في العالم المعاصر، ساعية بذلك إلى تأهيل المحكوم عليه للحياة عقب الإفراج عنه أو باعتباره نوعا إنسانيا للمعاملة العقابية بوجه عام.