جمع و توثيق مخطوطات الشعر الشعبي الجزائري : الواقع و الآفاق (مقاربة منهجية)‎

الملخص AR

إن دراسة الشعر الشعبي بعد جمعه و توثيقه و تحقيقه في غاية من الصعوبة إذا علمنا أن هذا الإرث، جميعه، تتداوله الألسنة و تتناقله الأجيال من طريق الرواية و الحفظ.

فالبحث مازال في بداية الطريق إذا قورن بالبحث الذي تناول الأدب الرسمي أو المدرسي.

لذلك فإن عملية تحقيق و توثيق النص لا تقل أهمية و قيمة عن عملية إنتاج و تأليف النص، إن لم تفقها أهمية و قيمة، و تكلفة و جهدا.

ذلك أن محقق النص يرتاد أرضا فكرية شائكة و ملغمة، إن تكن محفورة، سلفا، فهي مطمورة مع ذلك بأتربة التاريخ، تبين رسومها كالآثار الدراسة أو ما أشبه.

و هذا ما يجعل مهمة المحقق مهمة أركيولوجية بامتياز، بالمعنى الفوكوي لهذا المصطلح.

إنه مطالب بحرث معرفي للنص و حفر بنيوي في طبقاته و مستوياته، و إضاءة واعية و وافية لأسئلته و كوامنه، إنه بعبارة أخرى، مطالب بإعادة إنتاج النص و تشكيله، تحقيقا و توثيقا و تعليقا.

و هي المفاهيم و النوى الأساسية التي تنطلق و تتكون منها عملية التحقيق.

و مداخلتي الموسومة ب "جمع و توثيق مخطوطات الشعر الشعبي الجزائري الواقع و الآفاق (مقاربة منهجية)، و المدرجة ضمن المحور الثاني "دراسة واقعية"، تهدف إلى تسليط الضوء عن الآليات المنهجية المتبعة في توثيق و إخراج و تحقيق الشعر الشعبي الجزائري من مظانه المخطوطة، و أبرز الإشكالات و الإكراهات التي يواجهها الباحث في هذا الميدان.