قصة سيدنا سليمان مع ملكة سبأ : الدروس و العبر

الملخص AR

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد بن عبد الله و على آله و صحبه و سلم.

يهدف هذا البحث الموسوم بـ (دروس و عبر من قصة سيدنا سليمان -عليه السلام- مع ملكة سبأ الدروس و العبر) إلى تحقيق الآتي : 1.

قراءة القرآن بتدبر و تمعن لأنه كتاب هداية، و دعوة إلى التأمل فيما يحتويه من قصص الأنبياء و دعوة قومهم إلى توحيد الله عز و جل، و المعجزات التي أيدهم الله بها و موقف المعاندين منها و مراحل الدعوة و تطورها، و عاقبة المؤمنين و المكذبين، و أن النصر لابد أن يكون للمؤمنين مهما طال الزمن أو قصر.

2.

توضيح أهمية الدعوة إلى الله سبحانه و تعالى و إنها وظيفة يقوم بها كل فرد من أفراد المجتمع صغيراً كان أم كبيرا، فمن علم علماً وجب تبلغيه، كل على حسب طاقته و جهده خصوصاً الأمور التي تتعلق بالعقيدة لأنها أساس كل عمل من أعمال الخير، و يأتي على قمتها : أ.

توحيد الألوهية : و هي مستمدة من قوله تعالى : (و ما أرسلنا من قبلك من رسول إلى نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)، و هي إفراده عز وجل بالعبادة.

ب.

توحيد الربوبية : هو إفراد الله عز وجل بالخلق، و الملك و التدبير، فلا رازق و لا معطي و لا مانع و لا محي و لا مميت و لا مدبر إلا الله عز وجل.

ت.

توحيد الأسماء و الصفات : ذلك بإتيان ما أثبته الله تعالى لنفسه، و نفي ما نفاه عن نفسه، و السكوت عما سكت عنه الله و رسوله، أو إثباته بلا تمثيل، و نفيا بلا تعطيل.

ث.

بيان أن الغيب لا يعلمه أحد إلا الله، و إلا من ارتضى من رسول فالأنبياء رغم مكانتهم السامية عند الله غير أنهم لا يعلمون شيئا مما غاب عنهم إلا بإعلام الله لهم، و بالقدر الذي يعينهم على تبليغ رسالتهم إلى الناس.

3.

توضيح أهمية الشورى في الحكم و كونها ركنا هاما من أركان العدالة، فالشورى من مبادئ الإسلام السامية في نظام الحكم، و لقد أمر الله سبحانه نبيه محمد صلى الله عليه و سلم بالشورى، ليطيب قلوب المؤمنين و ليشجعهم على المضي في نشر الدين و الدعوة إلى الله.

4.

إبراز أهمية ما يجب عليه الحاكم عن العفة و الأمانة و العزة والكرامة و الثبات أمام الإغراءات و المساومات.

5.

تدريب الدعاة و القادة على اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب و عدم التردد في اتخاذ القرار الصعب للتغلب على الحال الأصعب.

6.

بيان سمو مرتبة العلم و رفعة العلماء في الدنيا و الآخرة و ذلك في حادث إحضار العرش بين غمضة عين و انتباهها و أنه يتأتى بالحكمة و العلم و العمل ما لا يتأتى بالقوة.

و جاء البحث في ستة عناوين كانت على النحو التالي : الأول : و فيه بيان لقوله تعالى : (و تفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين) النمل "20" الثاني : و فيه شرح لقوله تعالى : (لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين) النمل "21" الثالث : و فيه شرح لقوله تعالى : (فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به و جئتك من سبإ بنبإ يقين) النمل "22" الرابع : و فيه شرح لقوله تعالى : (إني وجدت امرأة تملكهم و أوتيت من كل شيء و لها عرش عظيم ...

) النمل "23-26".

الخامس : و فيه شرح لقوله تعالى : (قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين) إلى قوله تعالى : (اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون) النمل "27-28".

السادس : و فيه شرح لقوله تعالى : (قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم) إلى قوله تعالى : (قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة و كشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت ربي إني ظلمت نفسي و أسلمت مع سليمان لله رب العالمين) النمل "29-44".

و قد اعتمد البحث على القرآن الكريم كمصدر أساسي، و التفاسير القديمة و كتب الحديث في تخريج الأحاديث، و غيرها من المراجع و التي أثبتها في نهاية البحث.