الحيزات الداخلية التاريخية بين التحديث و الهوية

الملخص AR

تعتبر مصر إحدى البلاد الغنية بالمباني التاريخية التي تكون قيمة حضارية.

هذه الوفرة أوجدت مشكلة الحفاظ على هذه الثروة و إبراز الجوانب الفنية و التاريخية بها حيث تتعرض تلك المنشأت إلى الكثير من الإهمال و سوء الاستعمال، في نفس الوقت يتطلب الدعوة إلى إصلاح و ترميم هذه الثروة إمكانات مادية كبيرة، لا تتوقف فقط عند ترميم المبنى و لكن تمتد لمرحلة الصيانة و إعادة التأهيل، حيث يعد الحفاظ على تلك المنشأت التاريخية و الهوية التصميمية للمنشأ من أهم التحديدات التي تواجه مصمم العمارة الداخلية و ذلك لأهميتها وللتأكيد على اتجاه الحفاظ على الموروث و الهوية التاريخية مع مواكبة المتطلبات الوظيفية الملحة و المفروضة في الكثير من مجتمعاتنا و خاصة و نحن نعيش أزهى عصور "العولمة" و الثورة المعلوماتية في مختلف وسائل الاتصالات.

لذا يهدف البحث إلى إبراز أسلوب إعادة الاستخدام و تأهيل المباني التاريخية ليلائم وظائف مستحدثة كمدخل للحفاظ عليه.

و تسليط الضوء على العمارة الداخلية للمباني التاريخية و محاولة إعادة استخدام و تأهيل تلك المباني التاريخية لتلائم الوظائف التصميمية المستحدثة في ظل المتغيرات التصميمية و الفكرية و الوظيفية و التجارب المتعددة في مجال الاختصاص، فضلا عما يحمله من معايير تاريخية ترتبط غالبا بفكرة عقائدية ذات موروث حضاري.

و سوف يتناول البحث توضيح مفهوم الحفاظ على التراث و سواء بالتأكيد على أعمال الصيانة و منع تلف أو تلاشي جزء أو كل عناصر المبنى التاريخية و التأثير في المجموع سواء من الناحية التاريخية و الفنية أو التاريخية، يشمل المفهوم كافة الأساليب التي تتيح صيانة و إطالة عمر هذه المباني و استمرارها، و شرح أساليب التعامل و المعالجة للمباني التاريخية بداية من الإصلاح و الترميم إلى إعادة التوظيف و التأهيل للمباني التاريخية (Adaptive Reuse) و هو ما يعد أحد أهم أساليب الحفاظ عليها و تدور فكرته حول إمكانية إعادة تأهيل و استخدام المبنى لأداء وظيفة جديدة، تتناسب مع المكان و العصر، تتلاءم مع البيئة و تحافظ في نفس الوقت على الشكل الخارجي و العناصر الأساسية و الفنية للمبنى بما يضمن احتفاظه بالقيم التاريخية و الفنية.