قراءة معاصرة لموقف الفلاسفة اليونان و علماء المسلمين من فن الموسيقى

الملخص AR

لعل من البديهيات المسلم بها بين سائر أهل العلم، أن التحريم لهذا الفعل أو لتلك الصنعة أو لهذا الفن أو ذاك لا يصدر ألا عن الدين فحسب، و من تلك المسلمات : أن الموسيقى و الفن عامة أنما الذي يحرمه أو يمنع ممارسته هو الدين، فحسب هذا جزء مما دفعنا إلى استقصاء المواقف من هذه القضية المؤثرة في عصرنا الراهن بسبب شيوعها حتى أصبحت ظاهرة تسود العالم أجمع من خلال الاستماع للموسيقى في كل محطات الحياة المنزل، الشارع، الجامعة، حتى مؤسسات الدولة لا تخلو منها أيضا بحكم الفضائيات و الأنترنت و إن لم يكن فالموبايل و غيرها من الوسائل العصرية التي ألهبت حياة الناس تعقيداً ومجونا وبعضها فوضى وانحرافا وعليه كان الدافع الأساسي وراء اختيارنا موضوع بحثنا: ما نشاهده اليوم من ابتذال في الذائقة السمعية و المرئية على حد سواء مما تتقزز منه الأبدان و تضجر منه المسامح الأمر الذي يدفعنا للتساؤل ؟ هل الموسيقى و (الغناء) حرام فعلا ؟ و إذا كان هذا الحكم صائبا حقا، فما هي العلة وراء هذا التحريم ؟ و هل صدر التحريم أو الحظر عن الدين فحسب أم أن للفلسفة موقفا منها أيضا ؟ ثم ما هي طبيعة هذا الموقف الفلسفي إن وجد مشفوعا بالأدلة إن وجدت و الاستنتاجات ؟ و من هم أولئك الفلاسفة الذين حظروا (منعوا) الموسيقى ؟ و ما هي مكانتهم بين الفلاسفة في الوسط الفلسفي ؟ و لما صدر عنهم ذلك ؟ و بعبارة أخرى : ما هي المعايير التي أعتمدها كل منها الديني و الفلسفي ؟ هذا ما نهدف إلى بيانه في بحثنا و ارتأينا تسميته : قراءة معاصرة لموقف الفلاسفة اليونان و علماء المسلمين من فن الموسيقى.

لبيان علة تحريم الموسيقى ليس لدى رجال الدين بالأساس بل لدى رجالات الفلسفة و لكل موانعه و ضوابطه.-