دوافع العمل في القطاع النفطي اليمني : دراسة ميدانية

الملخص AR

يعتبر العنصر البشري أكثر عناصر الإنتاج تقلبا وتعقداً ، كونه يتميز بجملة من المشاعر والأحاسيس والاحتياجات التي يعبر عنها بطرق مختلفة ، تنعكس على أداء الأعمال في المنظمات .

كما أن اهتمامات الأفراد والتزامهم وجديتهم بالعمل تختلف من شخص إلى آخر، ومن زمن إلى زمن آخر نتيجة اختلاف دوافع العاملين وحاجاتهم ، وتعمل الحوافز في استثارة العاملين وتوجيههم للوجهة الصحيحة التي تخدم المنظمة وأهدافها . ويهدف الباحثان من خلال دراستهما للتعرف على واقع نظام الحوافز في هيئة استكشاف وإنتاج النفط اليمنية والجدوى منها ، والأثر الذي تحدثه على تحسين الأداء .

وتنبع أهمية البحث من أهمية الموضوع ذاته لما للحوافز من أثر كبير على نفسية العامل ومدى رضاه عن عمله ، وبالتالي قناعته فيه واستمراريته بالعمل، كما تنبع أهمية هذه الدراسة من أهمية القطاع ذاته لما يعول على هذا القطاع – قطاع النفط - من أهمية كبيرة في دعم الاقتصاد الوطني. وقد تكون مجتمع الدراسة من 1630 موظفا، وبلغت عينته 320 فرداً، اختيروا بطريقة عشوائية .

وتم استخدام الاستبانة كأداة لهذه الدراسة ، حيث صمم الباحثان استبانة اشتملت على العديد من الأسئلة والمعلومات التي لها علاقة بموضوع الدراسة ، وتضمنت الاستبانة على ثلاثة أجزاء : الأول منها يتعلق ببيانات شخصية، بينما تضمن الجزء الثاني من الاستبانة جملة استفسارات، الغرض منها التعرف على درجة وأهمية الحافز عند العامل ومدى تأثيره في دفع العاملين لتحسين أدائهم ، وماهي أكثر الحوافز تأثيرا في نفسية العاملين .

وتضمن الجزء الثالث من الاستبانة عدة استفسارات تهدف للتعرف على درجة تطبيق الحوافز في المنظمة ميدان البحث ، ومدى تأثيره على الأداء .

وفي تحليل نتائج الدراسة تم الاستعانة بالتحليلات الإحصائية، كالنسب المئوية ،والمتوسطات الحسابية ، والانحرافات المعيارية ، وكذلك تم استخدام اختبار ( ت ) الإحصائي لتحديد إن كان هناك فروق ذات دلالة إحصائية للمتغيرات في آراء عينة البحث حول مدى تطبيق نظام الحوافز وتأثيره على الأداء عند مستوى الدلالة ( 0.05 = ـ ) .

وقد أظهرت نتائج الدراسة ضعفا في مشاركة العاملين باتخاذ القرار ، كما أن رؤساءهم لا يعيرون مقترحاتهم اعتبارات تذكر ، مما انعكس ذلك على معنوياتهم .

وفرص الترقية فيها لا ترتبط بتقارير تقييم الأداء ، وبالتالي لا تعتمد على الكفاءة في العمل .

كما أن معظم العاملين يشكون من تدني الحوافز المادية المتمثلة في الأجور والمكافآت .

وأوصت الدراسة بالعمل على تفعيل المكافآت والحوافز المادية مع ضرورة ربطها بالأداء ، والعمل على تطوير الأنظمة الإدارية بشكل أنسب ، وضرورة ربط الموظف المتميز بفرص التقدم والترقي إلى مناصب أعلى في السلم الوظيفي ، بحيث تمنحه تلك الترقية فرصة للإشباع المادي والمعنوي على حد سواء ، وضرورة العمل على غرس الولاء التنظيمي ، وذلك من خلال إشراك العاملين في اتخاذ القرارات .