وجهة النظر في الحكاية الصوفية عند عبد الله بن أسعد اليافعي ت 768 ه

الملخص AR

تشتمل الحكاية الصوفية شأنها شأن أصناف السرد الاخرى على رؤية، تعمل على تنظيم الإخبار السردي سواء أصدرت عن السارد أم عن الشخصية، لذلك توجه البحث الى فحص المفهوم و حدوده و ما قام حوله من تنظير، ثم المضي الى المتن السردي الصوفي لنكشف الخصوصية التي يقوم عليها بناؤه، من تلك الوجهة-أي وجهة النظر- و مدى ترابطها و تعالقها مع العناصر الاخرى المشكلة للحكاية الصوفية.

فبرز نموذجان للرؤية وهما ما أُصطلِح عليه بالرؤية من الداخل و الرؤية المحايثة (مع)، هاتان الرؤيتان تهيمنان على الحكاية الصوفية، و تؤطران المستويات الاخرى التي تسعى الى كشف آثار وجهة نظر الذات المتكلمة، كما كانت هناك رؤية على مستوى الزمان و المكان و اخرى على المستوى الايديولوجي، تبرزان بشكل واضح و متحيز ايضا.

التنظير و الاجراء: لا نكاد نجد مؤلفا في السرديات متجردا من الوقوف على مسألة وجهة النظر، لدورها الكبير في تشكيل السرد و تعدد طرائق إخراجه، و لعلاقتها الوثقى ببقية أركان البناء السردي، ما دامت العنصر المنظم الذي يتخذه السارد أو الشخصية لإيصال الحدث الحكائي الى جهة التلقي المستهدفة.