مصفوفة مقترحة لمهارات الاستماع اللازمة لمتعلمي اللغة العربية الناطقين بلغات أخرى على ضوء المعايير العالمية لتعليم اللغات الأجنبية

الملخص AR

للغة العربية مكانة عالية و عظيمة بين لغات العالم، حيث حفظ الله سبحانه و تعالى هذه اللغة و جعلها لغة القرآن الكريم.

و تزداد أهمية اللغة العربية في انتشارها و كثرة الإقبال على تعلمها، و يعود ذلك لأسباب دينية و ثقافية و اقتصادية.

و يعد مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى من أهم المجالات الحديثة التي انتشرت في أنحاء العالم العربي بصورة عامة، وفي المملكة العربية السعودية بصورة خاصة، حيث يهدف هذا المجال إلى اكساب متعلمي اللغة العربية المهارات اللغوية الأربع (الاستماع، و التحدث، و القراءة، و الكتابة).

و تعد مهارة الاستماع من المهارات اللغوية المهمة في تعليم اللغة العربية، فهي المهارة الأولى من بين المهارات اللغوية التي يكتسبها متعلم اللغة العربية عند سماعه للأصوات العربية و مفرداتها و تراكيبها.

فمهارة الاستماع لا غنى عنها لظهور مهارة التحدث و القراءة و الكتابة (مدكور: 2008م، ص73).

حيث إن التدريب الجيد على مهارة الاستماع تجعل المتعلم يتخلص من كثير من الأخطاء في التحدث، و القراءة، و الكتابة (عبدالله: 2010م، ص41).

و لأهمية مهارة الاستماع في تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى ينبغي أن تقدم هذه المهاراتوفقا لمصفوفة المدى و التتابع، بحيث تقدم هذه المصفوفة مهارات الاستماع بطريقة منظمة و مرتبة في تناول موضوعاتها و اختيار محتواها بما يتناسب مع المستويات اللغوية المختلفة لدى المتعلمين.

و يؤكد الخبراء على أهمية المصفوفة في بناء المناهج، حيث يتم تناول المواضيع و اختيارها و تقديم محتواها بشكل مرتب على مدى السنوات الدراسية (آل عمر: 2010م).

و لهذا ينبغي علينا التدرج في عرض محتوى مصفوفة مهارة الاستماع، و كذلك التوازن والوضوح بين مهاراتها، و ذلك وفقا للمستويات اللغوية المختلفة على ضوء المعايير العالمية لتعليم اللغات الأجنبية.

حيث تعد المعايير العالمية في تعليم اللغات الأجنبية من المعايير الحديثة في تطوير تعليم اللغات الأجنبية بصورة عامة، و تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى بصورة خاصة.

حيث تقدم هذه المعايير أساسا عاما وواضحا لتوظيف بين للأهداف و المحتوى و الطريقة مما ينعكس ذلك إيجابيا على الكفاءة اللغوية لدى المتعلمين (صبير: 2016م، ص2).

من هنا جاءت فكرة البحث الحالي لتقديم مصفوفة مقترحة لمهارات الاستماع اللازمة لمتعلمي اللغة العربية الناطقين بلغات أخرى على ضوء المعايير العالمية في تعليم اللغات الأجنبية.

§ الإحساس بمشكلة البحث: هناك عدة أمور أسهمت في الإحساس بمشكلة البحث أهمها: 1- تدريس الباحث للمقررات بمعهد تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة: شعر الباحث خلال تدريسه للمقررات بمعهد تعليم اللغة العربية الناطقين بلغات أخرى أن هناك قصورا واضحا في تحديد مهارات الاستماع اللازمة لكل مستوى من المستويات الدراسية لمتعلمي اللغة العربية الناطقين بلغات أخرى، حيث تعد هذه المهارة مفقودة في تلك المقررات.

2- الدراسة الاستطلاعية التي قام بها الباحث: أجرى الباحث دراسة استطلاعية حول مدى تحديد مهارات الاستماع في المستويات اللغوية، حيث وجه سؤالا لأعضاء هيئة التدريس، و بلغ عدد أعضاء هيئة التدريس الذين أجريت عليهم الدراسة الاستطلاعية بالمعهد ( 9 ) أعضاء، انظر ملحق رقم (1)، و تمثل السؤال في الآتي: هل توجد مصفوفة تحدد بدقة مهارات الاستماع اللازمة لمتعلمي اللغة العربية الناطقين بلغات أخرى إذا كان الجواب بنعم.

اذكر ذلك.

و كانت إجاباتهم عن السؤال بنسبة (100% ) بعدم وجود مصفوفة لمهارات الاستماع اللازمة لمتعلمي اللغة العربية الناطقين بلغات أخرى.