جوانب من التراث الأثري بواحات الجنوب الشرقي للمغرب : و احات غريس و فركلة نموذجا

الملخص AR

يهدف المقال إلى الإسهام في دراسة جزء من التراث الواحي "المهمش" بحكم بعده عن مدن تاريخية شهدت حضارة عمرانية في فترة زمنية معينة و ذلك قصد صيانته و إنقاذه.

و الأمر يتعلق هنا بجوانب من التراث الأثري بواحات "غريس و فركلة" التي تقع بالجنوب الشرقي للمغرب بين درعة و سجلماسة و تكمن أهمية التراث المذكور فيما يتيح للباحثين من فرص لتعويض النقص الحاصل على مستوى الوثائق المحلية و تجاوز ما يشوب المصادر من هيمنة الطابع الانتقائي عليها حيث اهتم أغلبها بمناطق معينة مثل سجلماسة بينما أغفلت حوض غريس و اكتفت بالإشارة إلى أسماء بعض الأماكن من قيبل "تاذنقوست" و "امرغاد" دون تقديم معلومات دقيقة عنها.

و في هذه الورقة البحثية سنركز على أربعة معالم تراثية أثري أولها : النقوش الصخرية التي خلفتها الشعوب القديمة لتنقل جانبا من نمط حياتها و عاداتها و معتقداتها و عالم الحيوان الذي كان يحيط بها و ثانيها : مغارة "تدارت ن رومي" الواقعة في الحافة الجنوبية لجبل غريس و من المحتمل أنها تؤرخ لمرحلة من مراحل الاستيطان البشري بالمنطقة و ثالثها: المدافن الجنائزية المعروفة بالكراكير وهي تؤكد استيطان الإنسان بهذا المجال الواحي منذ الفترة الممهدة للتاريخ و آخرها : بقايا "قلعة برطقيز" الواقعة شمال غرب جبل غريس على الضفة اليسرى للوادي و الراجح أنها سميت كذلك لأنها بناية قديمة وغير مؤرخة بدقة.