التفسير بين مدرستي الأثر و الرأي الطبري و الرازي أنموذجا : دراسة نظرية تطبيقية

الملخص AR

القرآن الكريم هو الينبوع الذي لا ينضب معينه و هو أصل الأصول و منه تستمد جميع العلوم و المعارف و هو الملاذ الآمن للنفس من رهق الحياة و الشفاء من كل داء تجد فيه البشرية جميع أنواع العلاج لأمراضها العضوية و النفسية و لهذا لا تتوقف البحوث و الدراسات تنقيبا و استنباطا و استخراجا لمكنون هذا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وفي ظل تعدد مدارس التفسير و تنوعها وفي وجود التنازع بين مدرستي المأثور و الرأي تأتي هذه الدراسة بعنوان: التفسير بين مدرستين: الطبري و الرازي أنموذجا تناولت فيه شخصية الطبري و الرازي باعتبار أن الطبري يمثل مدرسة الأثر و الرازي مدرسة الرأي صدرتها بمدخل عام و مصادر الطبري في التفسير و منهجه في التفسير بالمأثور و أسباب النزول و القراءات و الإسرائيليات و العقيدة وموقفه من التفسير بالرأي ثم المباحث اللغوية و الفقهية عند الطبري و قابلت ذلك عند الرازي ثم عقدت المقارنة بين المدرستين و خلصت فيها إلى أبرز ما يميز كل إمام في مدرسته من جميع النواحي الفنية و المنهجية وذيلت البحث بالتي اجملت فيها نتاج البحث التي من أبرزها: على عكس السائد بين الباحثين لم يكن الطبري مهملا الرأي ولم يكن الرازي هاجرا للأثر.

نقل الفخر الرازي عن الإمام الطبري اختياراته و نقل عنه كذلك تضعيفه لبعض الأحاديث كما رد أقوال الإمام الطبري أحيانا أخرى.

الشخصية العلمية للإمام الطبري سلكت بالمأثور مسلكا نقديا تمحيصيا كان ينتهي غالبا بترجيحه و اختياره لما يراه صوابا.

للرازي جهد كبير حول أسباب النزول و ذلك من جهة كثرة الروايات عنده و كلامه على الجمع بين المختلف منها و مناقشته لمن يضعف هذه الروايات بالرأي و العقل.