الإعلام و الإرهاب : جدلية العلاقة و ضوابط المعالجة

الملخص AR

تتطرق هذه الورقة البحثية لقضية جدلية و هي: العلاقة بين الإعلام و الإرهاب و المعالجة الإعلامية لقضايا الإرهاب و ضوابط المعالجة الإعلامية لقضايا الإرهاب و كذلك دور وسائل الإعلام في مكافحة الإرهاب.

و تحاول هذه الورقة البحثية توضيح عدد من الإشكاليات و الإجابة على التساؤلات حول علاقة الإعلام بالإرهاب و كيف يجب أن تتعامل وسائل الإعلام مع هذه الظاهرة بالتغطية أم بالتعتيم وهل القيام بالتغطية يخدم الرأي العام أم الإرهابيين و ما مدى الفائدة و كيف يمكن لوسائل الإعلام أن تحدد متى يجب تغطية حادث أو واقعة و متى يجب إهمالها و كيف تحدد الخطورة المترتبة من تسريب و نشر قد يؤدي إلى عواقب و خيمة.

و أوضحت هذه الورقة أن من أبرز سمات المعالجة الإعلامية و الصحفية العربية للظاهرة تركيزها على الحدث أكثر من التركيز على الإرهاب كظاهرة لها أسبابها و عواملها حيث تتوارى في الغالب معالجة جذور هذه الظاهرة و أسبابها العميقة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و الدينية ما يجعلها تبدو و كأنها مجردة و مطلقة "حيث تسود في الغالب معالجة العملية الارهابية كحدث منعزل و ليس كعملية تجري في سياق معين و تحدث في بيئة معينة.

وتوصلت إلى أنه لا بد من أن تهتم وسائل الإعلام و بخاصة الصحف بإيجاد خطة عملية مشتركة و معالجة مستمرة للتعامل مع ظاهرة الإهاب بحيث تقوم بتقديم و شرح و نقد و تفنيد الأفكار الإرهابية بشكل موحد وواضح و متشابه و مستمر يضمن التأثير الفعال و الإيجابي على القراء بما يرسخ ثقافة مضادة للإرهاب تسهم في تجفيف منابعه وفي عزل الفكر الإرهابي و إظهار ضعفه و هشاشته و عدم تماسكه.

كما كشفت أننا بحاجة ماسة إلى صحافة تستخدم معالجة و خطابا صحفيا مستنيرا يعمق الوسطية و يعترف بالآخر و يقوم بدور التوعية و تصحيح المفاهيم الخاطئة و ينشر سماحة الإسلام وأنه دين الإنسانية و الرحمة و ينبذ العنف و يقاوم التطرف و يرفض الإرهاب بشتي صوره.

و أوصت بعقد دورات تدريبة ومهنية للعاملين في المؤسسات الإعلامية على أساسيات العمل الإعلامي و احترامه و الالتزام بالمعايير الأخلاقية و المهنية في التغطية الصحفية و المعالجة الإعلامية لكل ما يتعلق بقضايا الإرهاب لتفويت الفرصة على الإرهاب للاستئثار بالإضاءة الإعلامية التي يسعى إليها.