آلهة مدينة نينوى و تأثيرها الحضاري في العهد الآشوري

Abstract AR

فمنذ أن وجد الإنسان وجدت فكرة الدين بصورتها البدائية البسيطة بحيث أن لايمكن تحديد نقطة أنطلاق ثابتة للزمن الذي نشأ فيه الدين أو مرحلة أعتناق الإنسان العقيدة الدينية و التي أصبحت فيما بعد أحد محاور حياته الأساسية.

فالدين يمثل أنعكاسا خياليا للوعي الأنسان الأجتماعي و الفكري لمختلف الشعوب وفي هذا المجال لابد من ذكر ان العراقيين القدامى كانوا يرتبطون بالطبيعة و كذلك يشعرون بأنهم يخضعون لقوى خارجة عن أرادتهم فهم لايستطيعون السيطرة عليها أو التحكم بها مما يولد لديهم شعور بالخوف منها و يحاولون دائما إرضاءها و تقرب منها.

وديانة بلاد الرافدين كبقية الديانات القديمة أو المعاصرة لها في العالم الواسع لم تكن (تاريخية) بل (بدائية) فلم يتم تأسيسها في نقطة معينة من التاريخ على يد مفكر ديني قدير عرف أن يفرض حوله أحاسيسه الخاصة و قناعاته بشأن الأمور المقدسة ثم ينشرها و يضعها في مؤسسة( ) فأن المعتقدات الإنسان الدينية ترجع إلى عصور ما قبل التأريخ يدل على ذلك ما خلفه إنسان تلك العصور من آثار مادية كالرسوم التي رسمها على جدران الكهوف و الدمى الطينية و الحجرية ساعدت في معرفة جوانب من الحياة الدينية لإنسان القديم و مدى محاولته لفهم الظواهر الطبيعية المختلفة التي تحيط به و تفسيرها( ) المتمثلة بالسماء و ما فيها من النجوم و الكواكب و الأرض و ما عليها من جبال و أنهار ووديان و حيوان و نبات فربما حرص على تعظيم هذه الأمور نظرا لغرابتها في أذهانهم( ) و أخذ بتسخير الطبيعة و ماتمتلكه من قوى لصالحه و التي في نظرهم قوى ذات أرواح و طاقات خطيرة.

فقد أعتبروا الأشجار و الكهوف و الينابيع و الحجارة مأهولة بالأرواح( ).