رصد جرائم الإعلام الإلكتروني كما تعكسها الدراما المصرية في الفترة من عام ٢٠١٦ وحتى عام ٢٠٢٠

Abstract AR

ازداد بشكل كبير مؤخرا عرض الجرائم الإلكترونية في الدراما المصرية بأفلامها ومسلسلاتها بل إنها أصبحت هي الحبكة الرئيسية لعدد كبير من الأعمال الدرامية وهو ما يعكس ازدياد نسب هذه الجرائم مؤخرا في واقعنا المعاش اليومي.

ومع ذلك لا توجد العديد من الدراسات العربية التي تربط بين هذه الجرائم الإلكترونية المستحدثة في مجتمعاتنا الشرقية وكيفية عرضها في الدراما السينمائية والتليفزيونية المصرية على وجه الخصوص، ولذلك تحددت مشكلة الدراسة في رصد جرائم الإعلام الرقمي كما تعكسها الدراما المصرية وخصوصا في الفترة من عام ٢٠١٦ وحتى عام ٢٠٢٠.

وقد استخدمت الباحثة في هذه نظرية الدلالات والرموز Semiotics، كما تم اختيار عينة عمدية، تتمثل في الأعمال الدرامية التي تضمنت أحداثها عرضا لجريمة إلكترونية، وقد تم اختيار عينة عمدية لأن الباحثة لاحظت بداية ظهور الجريمة الإلكترونية في الدراما المصرية بكثرة والتركيز على عرضها من قبل صناع الدراما منذ عام ٢٠١٦ وصولا إلى عام ٢٠٢٠ وخصوصا شهر رمضان المبارك من عام ٢٠٢٠.

و تمثلت أهم نتائج الدراسة فيما يلي: ١- معظم من ارتكب الجرائم الإلكترونية في الأعمال الدرامية عينة هذه الدراسة التحليلية هم من الذكور، أما الإناث كمرتكبين لهذه النوعية من الجرائم فنسبتهم أقل.

٢- تنوعت الجرائم الإلكترونية التي عرضت لها الأعمال الدرامية عينة هذه الدراسة التحليلية، حيث احتلت جريمة الابتزاز المادي والعاطفي المركز الأول، تلتها جريمة التجسس والتلصص على الآخرين، وفي المرتبة الثالثة أتت جريمة الخيانة الزوجية عبر الإنترنت في المرتبة الثالثة.

٣- معظم الأعمال الدرامية عينة هذه الدراسة التحليلية لا توضح أو تعرض تفاصيل علمية دقيقة لكيفية ارتكاب الجرائم الإلكترونية، وعدد قليل من تلك الأعمال عرضت تفاصيل متعلقة بالتكنولوجيا المستخدمة في ارتكاب تلك الجرائم، وربما ترجع قلة نسب عرض التفاصيل المتعلقة بالتكنولوجيا في الدراما المصرية إلى أن هذا المجال لايزال جديدا على كتاب الدراما المصرية وهم بالأساس غير متخصصين في هذا المجال، وأن على من يختار الكتابة في هذا المجال أن يكون إما متخصصا أو يستعين بالمتخصصين فيه.

٤- الأعمال الدرامية عينة هذه الدراسة التحليلية أظهرت وجود عقوبات مترتبة على ارتكاب الجرائم الإلكترونية، ورغم أنها كانت عقوبات قاسية جدا في بعض الأحيان إلا أنها لم تكن عقوبات قانونية.

ولكنها تميل أكثر لكونها عدالة ربانية أو "عدالة السماء" كما يطلق عليها، ولم تكن هناك أية عقوبة مترتبة على ارتكاب جريمة إلكترونية وذلك في عدد من الأعمال الدرامية عينة هذه الدراسة التحليلية.

٥- أبرزت الأعمال الدرامية عينة هذه الدراسة التحليلية في نسبة قليلة منها فقط وجود تشريعات وقوانين تعاقب من يرتكب أية جريمة إلكترونية ولكن في النسبة الأكبر من الأعمال الدرامية عينة هذه الدراسة التحليلية لم تكن هناك آية إشارة لوجود مثل هذه القوانين والتشريعات.

٦- غالبية ضحايا الجرائم الإلكترونية في الأعمال الدرامية عينة هذه الدراسة كانوا من الأشخاص الطبيعيين مقابل نسبة ضئيلة جدا من المؤسسات المالية والاقتصادية وربما يرجع ذلك إلى أن استهداف مثل هذه المؤسسات والشركات والنجاح في اختراقها أمر أكثر تعقيدا من اختراق حسابات وبيانات وهواتف وأجهزة الأشخاص الطبيعيين التي ربما تكون أقل تحصينا ضد مثل هذه الهجمات الإلكترونية.

٧- توضح لنا نتائج هذه الدراسة أن هناك دعوة للتعاطف مع مرتكب الجريمة الإلكترونية في العدد الأكبر من الأعمال الدرامية عينة هذه الدراسة التحليلية وبنسبة تزيد عن نصف الجرائم المرتكبة في تلك الأعمال.

٨- لم تظهر الأعمال الدرامية المصرية سمات شكلية معينة أو مميزة لمرتكبي هذه الجرائم وذلك بنسبة كبيرة من تلك الأعمال.

٩- ضحايا الجرائم الإلكترونية في الأعمال الدرامية عينة هذه الدراسة هم من الرجال بنسبة تزيد قليلا عن الإناث وربما يرجع ذلك إلى أن الدراما المصرية تعتمد بالدرجة الأولى على البطولات الرجالية أما النساء فيأخذن الدور الثاني في تلك الأعمال.

١٠- ركزت الأعمال الدرامية عينة هذه الدراسة التحليلية على عرض رجال وسيدات الأعمال كضحايا للجرائم الإلكترونية وذلك بنسبة كبيرة وفي المرتبة الأولى ربما لأنهم يمثلون مطمعا ماديا للكثيرين وأيضا لأن أعداءهم ومنافسيهم كثيرون.

١١- معظم الأعمال الدرامية عينة هذه الدراسة التحليلية لا تدعو للتعاطف مع ضحايا الجرائم الإلكترونية وذلك بنسبة كبيرة.

١٢- ترجع أسباب الوقوع كضحية للجرائم الإلكترونية كما تعرضها الأعمال الدرامية عينة هذه الدراسة التحليلية إلى الخداع والذي جاء في المرتبة الأولى، تلاه حسن الظن بالآخرين، ثم في المرتبة الثالثة الجهل بالتكنولوجيا.