أدب الطفل العبري في التعليم الإسرائيلي في ضوء توجهات الأيديولوجية الصهيونية : دراسة تحليلية

Abstract AR

الأيديولوجية الصهيونية واقع اجتماعي تربوي يعيشه كافة أفراد المجتمع الصهيوني فبعد انتهاء الانتداب البريطاني علي فلسطين واعلان ديفيد بن غوريون إسرائيل كدولة لها هوية دينية قومية ذات طابع صهيوني تقوم علي الانصهار بين مختلف أطياف المجتمع الاسرائيلي القادم من عدة دول مختلفة في بوتقة انصهار واحدة تتسم بعدة أبعاد رئيسة في بناء المجتمع كالبعد الديني البعد الثقافي البعد القومي البعد الاجتماعي البعد التاريخي البعد الجغرافي البعد العسكري البعد السياسي كوسائل اجتماعية و قنوات توحد بين مختلف أطياف الدولة الصهيونية كأداة لتعميق الأهداف القومية و القيود البيئية منها الأدب العبري الموجه للطفل الإسرائيلي كإحدى الأسس الرئيسة المكونة لشخصيته من خلال اعطاء الطفل الأولوية باعتباره يمثل جيل المستقبل.

و حيث تتكون ثقافة أي مجتمع من أيديولوجيته و أفكاره و معتقداته وديانته ولغته و فنونه وقيمه وعاداته و تقاليده و قوانينه و سلوكيات أفراده وغير ذلك من وسائل حياته و مناشط أفكاره (توملينسون 2008 31).

فإن الأيديولوجية الصهيونية تنطلق من مسلمة أن الفكر الصهيوني ما هو إلا افراز للواقع الاجتماعي المعاش وأن الصهيونية هي القوة الخالقة للواقع الاجتماعي الذي يعيشه المجتمع (عبد المقصود 2002 26).

و لقد اعتبر "بن جوريون" أن الحركة الصهيونية في إسرائيل لن يكون لها مستقبل بدون تربية و ثقافة عبرية لكل يهودي كواجب ذاتي" لذلك تقوم الأيديولوجية الصهيونية بدور فعال فلقد خططت لإنشاء لجان و منظمات و هيئات هدفها بث فكرة "هرتزل" التي تأخذ شكل دروس في العبرية وفي التلمود وفي الفكر السياسي الصهيوني و التي تنادي بوصف الدواء الناجح وجدانيا و نفسيا لإخراج اليهود من أرض الشتات حتي يصبحوا مواطنين متجانسين وفي ذلك يقول "هيرتزبرج" يجب أن يعاد تشكيل الشعب اليهودي حتي يتسنى تحريره (عبد المقصود 2002 2- 8) ، مما جعل المجتمع الصهيوني يهتم بالتنمية الثقافية كإحدى أدوات و قنوات التنشئة الاجتماعية في مراحل العمر المختلفة و منها الأدب العبري و من ذلك ما حدث بشكل عام مع التطورات المتلاحقة في مجال التعليم و أدب الطفل و علم النفس و العلوم الاجتماعية المختلفة و ما ترتب علي ذلك من ثورة تنطلق من إدراك أهمية وضع الطفل في المجتمع.

.

.

باعتباره شخصية مستقلة ذات احتياجات لا تقل في أهميتها عن احتياجات الكبار ليكون له دورا رئيسا في المجتمع الصهيوني علي وجه الخصوص (רגב، 1996، 63)*.