معوقات تفعيل دور مجالس الأمناء و الآباء و المعلمين في تحسين القدرة المؤسسية لمدارس التعليم الأساسي و سبل مواجهتها

Abstract AR

يواجهة التعليم في العصر الحاضر تحديات كثيرة تستدعى إعادة النظر في أهدافه و تنظيماته الأمر الذى يتطلب أن تقوم المؤسسات التعليمية بدورها على أكمل وجه لمواجهة هذه التحديات وأن تعمل على تقديم تعليم يتسم بالجودة متصمنا المعارف و الخبرات و المهارات للمتعلمين لتهيئتهم للتكيف مع التغيرات المتلاحقة و اللحاق بركب التقدم و تحتل مرحلة التعليم الأساسي مكان الصدارة بالنسبة لمراحل التعليم المختلفة نظرا لسعة حجم هذا التعليم و أهميته بوصفه مرحلة عامة أساسية ينبغي أن يحصل عليها كل أبناء المجتمع فضلا عن كونه الحد الأدنى الذي لا يمكن الاستغناء عنه لأنه يجسد المضمون المنطقي لمبدأ تكافؤ الفرص التعليمية في مرحلة الطفولة و تشكيل سمات الشخصية و تطويرها لتنشئة مواطن صالح و نافع و إعداد جيل متعلم مدرك لمسئوليته في مواجهة التحديات المستقبلية.

وفي ظل هذه التحديات لم يعد النظام التعليمى بصفة عامة و خاصة في مرحلة التعليم الأساسى يعمل في معزل عن النظم المجتمعية الأخرى و أصبح لزاما عليه أن يكون نظاما تعليميا عالى الجودة و من هنا اكتسب مفهوم الجودة التعليمية اهتماما متزايدا على كافة المستويات.

وقد خلصت الهيئة القومية لضمان جودة التعليم و الاعتماد لوثيقة من المعايير التى يتم في ضوئها تقييم جودة التعليم بمؤسسات التعليم قبل الجامعى و تلخصت هذه المعايير في مجالين رئيسن: القدرة المؤسسية و الفاعلية التعليمية و يتفرع من كل مجال مجموعة مجالات فرعية.

و تعد مجالس الأمناء و الآباء و المعلمين أبرز التنظيمات المدرسية التى تسهم بقدر كبير في تحقيق معايير الجودة على مستوى مدارس التعليم قبل الجامعى و خاصة المعايير التى تتعلق بمجال القدرة المؤسسية فتعمل على توسيع قاعدة المشاركة المجتمعية في العمل التربوى بدء من تخطيطه مرورا بمتابعته و مراقبته و انتهاء بتقويم نواتجه من خلال الدور الذى يمكن أن تقوم به هذه المجالس في فتح الباب أمام الأسرة و أفراد المجتمع المحلى للتعاون البناء في المدرسة و المشاركة مع السلطات التربوية المختلفة في تحقيق الأهداف التعليمية كما أن هذه المجالس تتيح الفرصة المناسبة لإدارة المدرسة لتتعرف عن قرب على الإمكانات البشرية و المادية المتوافرة في المجتمع المحلى للمدرسة و التى يمكن أن تستفيد منها في إثراء طلابها و تعظيم نواتجه (الزواوى 2003: 143).