تصوير القرآن الكريم للفرق اليهودية بعد زمن سيدنا موسى عليه السلام

Abstract AR

إن لدراسة الأديان و العقائد أهمية كبيرة وذلك لتحقيق مستوى عال من الإدراك و المعرفة الكلية الشاملة للديانات حيث تضع الباحث لها في موقف الحكم ليصل بعقله إلى النتائج الصحيحة المنضبطة بعيدا عن أى هوى أو انحراف ذهني كما يساعد على معرفة الصحيح من الفاسد و إظهار الحقيقة و إرجاعها إلى مصدرها الإلهي الحقيقي.

لقد أشار القرآن الكريم في آياته إلى قصص عظيمة من تاريخ بني إسرائيل لما فيها من العلم و العبر كما صور القرآن الكريم الحوادث التاريخية تعليما للأمة بفوائد ما في التاريخ و يختار لذلك ما هو من تاريخ الشرائع لأنه أقرب للغرض الذي جاء لأجله القرآن الكريم.

وأشاد القرآن الكريم بما في اليهود بعد زمن موسى ـ عليه السلام ـ من محاسن وصفات حميدة و هذا دليل على كونه معجزا و منزل من الله تعالى فلم يمنعه جحودهم أن يعترف و يشيد بالأشخاص منهم الذين زكوا أنفسهم و حلوها بالتلاوة الصحيحة للتوراة و العمل الصالح فوصفهم بأئمة الخير كما مدحهم بأنهم أهل علم لإصرارهم على الإعراض و الابتعاد عن الجاهلين و عدم مخالطتهم و صحبتهم.

وصور القرآن الكريم و استفاض في اليهودي ـ في نفس الزمن ـ المعاند المكابر الذي سيطر عليه هوى نفسه فضيع التوراة ظاهرا وباطنا وذلك لعدم الإيمان و الطمع في الدنيا و الإصرار على مخالفة دين الله مما يدل على فسادهم و إفسادهم في الأرض.