مؤشرات تخطيطية لتفعيل المبادرات المحلية كنموذج للتنمية بالمشاركة

Abstract AR

أصبح هناك اعتراف متزايد في الوقت الراهن بأن التنمية يجب أن تتجاوز النمو الاقتصادي بحيث تضمن العدالة الاجتماعية و تحسين نوعية الحياة و الحماية الاجتماعية و الاستقرار البيئي و المشاركة المجتمعية باعتبار ان المشاركة المجتمعية هي العمود الفقري لأي جهد تنموي يستهدف النهوض بالمجتمع و العمل على تحسين مستوى حياة المواطنين اجتماعيا و اقتصاديا فهي الوسيلة التي يتمكن بها أفراد المجتمع من التأثير في القرارات المتعلقة بحياتهم و بالسياسات و البرامج التي يضعها المجتمع من أجلهم و من هذا المنطلق يتضح ان توحيد الجهود الشعبية مع الجهود الحكومية اليوم أصبح أمرا بالغ الأهمية لتحقيق تنمية يتقبلها المجتمع حيث يجب إشراك كل أفراد المجتمع المحلي في العمل على وضع البرامج و المشروعات لان كل تنمية حقيقية لمجتمع ما تتطلب المشاركة الإيجابية و المبادأة التلقائية لأفراد هذا المجتمع أي ان المشاركة الشعبية في التنمية المحلية ليست مجرد أداة للتنمية بل هي عنصر حاسم للتأكيد على عملية تنموية فعالة و مشاركة الناس على المستوى المحلي و الإقليمي و الوطني يعني انطلاق التنمية من القاعدة اتجاه رأس الهرم فالمشاركة تعمل على ربط جهود المواطنين بالجهود الحكومية مما يجعلها من أهم دعائم نجاح الخطط و السياسات التنموية في المجتمع المحلي و يأتي مفهوم التنمية بالمشاركة ليطرح التطور و التغيير الذي حدث في طبيعة دور الحكومة فعلى المستوى العملي لم تعد الدولة هي الفاعل الرئيسي في صنع و تنفيذ السياسات العامة بل أصبح هناك فاعلون آخرون مثل المؤسسات و المنظمات الدولية و القطاع الخاص و منظمات المجتمع المدني.

و يشير هذا التطور إلى كيفية ممارسة السلطة السياسية و إدارتها لشئون المجتمع و موارده و تطوره الاقتصادي و الاجتماعي بطريقة تحدد آليات مشاركة المؤسسات الرسمية و غير الرسمية في صنع القرارات التخطيطية أو التأثير فيها و من أجل التعامل مع هذه الظروف المتغيرة يتم استخدام المبادرات المجتمعية للتنمية باعتبارها نموذج للتنمية بالمشاركة و التي يتم التركيز فيها على البعد الاقتصادي و تحسين مستويات المعيشة و الحالة الصحية و تحسين نوعية الحياة و التخفيف من الفقر و تعزيز المساواة و دمج و تعزيز دور المرأة و التنمية المستدامة و هي تأخذ أشكال متعددة مثل مبادرات التوعية و مبادرات التأهيل و التدريب و زيادة الكفاءة مثل مهارات الحياة و تهيئة الشباب لسوق العمل و التأهيل المهني للشباب و مبادرات خدمية مثل توزيع المعونات و محو الأمية و حملات النظافة و مبادرات لحل المشكلات مثل توصيل المياه للقرى.