العلاقة بين وعي الجمهور بالقيم السلبية المقدمة بالقنوات الفضائية المصرية و آلياته للحد من تأثيراتها

Abstract AR

مشكلة الدراسة: يعني الوعي بالأداء الإعلامي الفهم و سلامة الإدراك بجانب شعور الفرد بما في نفسه و ما يحيط به و عندما نتناول الأداء الإعلامي فإننا نعني ما قدمه الإعلام المتمثل في الرسالة بأهدافها الكامنة و علاقاتها و سياقها.

و هو بذلك يعكس امتلاك القدرة على التحليل و النقد و التقويم.

وفقا لما سبق تتحدد مشكلة الدراسة في ما تفرضه البيئة الإعلامية على طرفي العملية الاتصالية من تحولات أصبح معها المتلقي مشاركا في نجاح الرسالة الإعلامية بل و منتجا لها في بعض الأحيان و كذلك أصبح على المرسل أن يكون متلقيا لرجع الصدى من الجمهور و مدى وعي الطرفين بدوريهما الجديدين.

و ما يستتبع هذا الوعي من جانب الجمهور من مرور بمراحل التعرض و الإدراك للرسائل الإعلامية و استخدام الأفراد آليات للتعبير عن ردود أفعالهم تجاه ما يجدونه غير ملائم من تلك الرسائل و ممارستهم ضغوطا على القائم بالاتصال أو المؤسسة الإعلامية(القناة الفضائية) -باعتبارها المرسل- كمحاولة لتقويم الأداء الإعلامي وفقا لتوجهاتهم.

نتائج الدراسة: لم يعد جمهور مشاهدي القنوات الفضائية في مصر متلقين و حسب إنما يمثل دور الجمهور في تقييم و مراقبة أداء القنوات الفضائية دورا أساسيا و فاعلا حيث أنه الهدف الرئيس من عملية الاتصال.

لا يزال الجمهور المصري غير واعي بشكل كاف بالآليات التي يمكنه من خلالها التعبير عن رأيه في مضامين القنوات الفضائية كما أنه لا زال غير مبالي باستخدام آليات تتطلب بذل جهد من جانبه في حين أنه يستعين بآليات بسيطة كعدم المشاهدة أو فرض الرقابة الأسرية على الأبناء و أفراد الأسرة و المشاركة في حملات المقاطعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت من أهم و أكثر وسائل التعبير عن الرأي استخداما من جانب الجمهور.

تقوم منظمات المجتمع المدني بدور جيد و لكنه قاصر إلى حد ما في تقييم أداء القنوات الفضائية لأنها تتصل بالجمهور عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي الأمر الذي يجعل من منشوراتها و أنشطتها مقصورة على متابعي تلك الوسائل.

رغم صعوبة مفهوم الرقابة على وسائل الإعلام في ظل المطالبات المستمرة بحرية الرأي و التعبير إلا أن الجمهور لا زال يؤيد خضوع القنوات الفضائية للرقابة للحد من مخاطر ما تقدمه من مضامين كما أن الجمهور المصري يحتاج إلى تنمية إدراكه للرسائل الإعلامية و التجرد من الذاتية قدر الإمكان ليكون و اعيا بالأداء الإعلامي الأمر الذي من شأنه تأهيل الجمهور للقيام بدوره الرقابي بشكل موضوعي.

يرى الجمهور أن الرقابة الذاتية من جانب القائم بالاتصال هي النموذج الأمثل للرقابة في ظل عدم وضوح بعض القوانين الإعلامية في مصر أو عدم تفعيل البعض الآخر.

يحاول أفراد الجمهور الحد من القيم السلبية – من وجهة نظرهم- الذي يرى أنها تمثل خطرا على الآخرين و منها الخروج على الآداب العامة للحوار تليها التشهير و عدم احترام الحياة الخاصة للأفراد.