مستقبل اقليم كردستان العراق و السيناريوهات المحتملة

Abstract AR

شكلت القضية الكردية في منطقة الشرق الاوسط و العراق بالتحديد عامل قلق و عدم استقرار، فقد كان سبب في التصادم العسكري مع الحكومات العراقية السابقة واسقاط انظمة سياسية، و عامل في عقد الكثير من الاتفاقيات الاقليمية، و سعت الكثير من الدول الى توظيفها لتحقيق مصالحها.

نجحت القوى السياسية الكردستانية في العراق بسياسة اغتنام الفرص و اللعب على التناقضات بين اطراف النزاع و الصراع من اجل تحقيق اكبر المكاسب على حساب الحكومة الاتحادية، و مع فشل مشروع انفصال أقليم كردستان عن العراق بعد اجراء استفتاء الانفصال عام 2017 رغم عدم مساندة الادارة الامريكية لانفصال كردستان عن العراق و رفض بعض الدول الاقليمية مثل (تركيا-ايران) لكن لا يعني ان اقليم كردستان اصبح خارج اللعبة الامريكية ، و انما هناك علاقة بين الطرفين تشهد تطور ملحوظ بصورة علنية وسرية وبمختلف المجالات وبالتحديد بالجانب العسكري والأمني عبر زيادة عدد القواعد الامريكية داخل الاقليم وزيادة الدعم والتعاون والتنسيق الاستخباري وباقي المجالات الاخرى .يحتمل قيام دولة كردية بالمستقبل على الاراضي العراقية او باحد الدول المجاورة من الخيارات المستبعدة على المدى المتوسط ، لانه مرهون بجملة من الظروف والمتغيرات الاقليمية و الدولية، على الاقل تغيير في بنية النظام الاقليمي و بالتحديد داخل النظام السياسي التركي والايراني، لان وجودهما بهذه العقيدة الايديولوجية السياسية الحاكمة والنفوذ والقدرات التي تمتلكها كلتا الدولتين يعتبر مانع قوي جدا، امام قيام دولة كردية في المنطقة، و هذه المحاولة الكردية باستفتاء الانفصال الذي جرى في كردستان مطلع عام 2017 هي محاولة جس نبض وتحقيق مكاسب سياسية لا اكثر .