التنبؤ بالتوافق الأكاديمي و الانفعالي لدى التلاميذ الصم و ضعاف السمع و السامعين في ضوء المناعة النفسية لأمهاتهم

Abstract AR

تعد الأم هى نقطة انطلاق الطفل في العالم الخارجى منذ مولده و حجر الزاوية في تطوره النفسي وهى بالنسبة له المعين الأول في جميع مراحل حياته خاصة خلال الطفولة و يؤكد علماء النفس على الأهمية البالغة لهذه العاطفة المتبادلة بين الطفل وأمه في إكسابه العديد من السمات و الخصائص الإيجابية التى تجعل منه إنسانا سويا وقد احتل موضوع التوافق حيزا كبيرا من الدراسات و البحوث التروبية نظرا لأهميته في حياة الفرد فالتوافق سواء كان على المستوى الانفعالى أو الأكاديمي له أهميته في بناء الشخصية المتوازنة.

كما أن تحقيق التوافق بأنواعه المختلفة يضمن السعادة مع النفس و الرضا عنها و إشباع الدوافع و الحاجات الداخلية الأولية و كذلك المكتسبة و يعبر عن حالة من السلام الداخلى يشعر بها الفرد بصفة عامة.

كما أن تحقيق التوافق الأكاديمي و الانفعالى لدى الطفل لا يرتبط فقط بوجود حاجة معينة يجب إشباعها و لكنه يرتبط أيضا بالوسط الذى يعيش فيه و التربية التى يتعرض لها و مدى الدعم و المساندة التى يلقاها ممن حولة خاصة الأم.

ومن جانب آخر فإن المناعة النفسية هى أحد مرتكزات علم النفس الإيجابي الذى يساعد الفرد على مواجهة الضغوط بفعالية وقد أثبتت الأبحاث أن الأفراد الذين يتسمون بمستوى عال من المناعة النفسية هم أقل عرضه للإصابة بالاكتئاب ولديهم قدرة على الاحتفاظ بصحتهم الجسمية و النفسية و مهاراتهم الاجتماعية.

كما يعد وجود طفل من ذوى الإعاقة و بصورة محددة أصم أو ضعاف السمع داخل الأسرة من الأمور التى تمثل أحد مصادر الضغوط النفسية للوالدين وذلك من حيث صعوبة التعامل معه و الاستجابة لمتطلباته و كذلك محاولة إدماجه في المجتمع و إكسابه المهارات.

إذ أن الهدف الأساسي من تمتع أمهات الأطفال الصم و ضعاف السمع بمستوى مقبول من المناعة النفسية هو عد الاستسلام للضغوط التى تفرضها عليهم ظروف الإعاقة بل و محاولة النظر إلى الجوانب الإيجابية التى تكمن في شخصية أبناءهم و محاولة دمجهم في المجتمع و تنمية مهاراتهم المختلفة و من هنا يتحقق مفهوم المناعة النفسية و هو قدرة الفرد على مواجهة الضغوط و الأزمات.

أهداف البحث: التعرف على الاختلافات في مستوى المناعة النفسية بأبعادها لدى عينة من أمهات التلاميذ الصم و ضعاف السمع بالمرحلة الإبتدائية وفقا لشدة الإعاقة و المستوى التعليمى للأم.

فهم و تفسير العلاقة بين التوافق (الأكاديمي –الانفعالى) لدى عينة من التلاميذ الصم و ضعاف السمع و السامعين بالمرحلة الإبتدائية و المناعة النفسية لأمهاتهم.

التعرف على الاختلافات في مستوى المناعة النفسية بأبعادها لدى أمهات كل من التلاميذ الصم و ضعاف السمع السامعين بالمرحلة الإبتدائية.

التنبؤ بالتوافق (الأكاديمي -الانفعالى) لدى عينة من التلاميذ و الصم و ضعاف السمع السامعين بالمرحلة الإبتدائية بدلالة المناعة النفسية لأمهاتهم و أبعادها المختلفة.

تكمن أهمية البحث الحالى فيما يلي: تناول فئة مهمة من ذوي الإعاقة وهم الأطفال الصم و ضعاف السمع حيث تعد الإعاقة السمعية من أصعب الإعاقات الحسية التي تصيب الفرد فحاسة السمع من أهم الحواس التي يعتمد عليها الإنسان في تفاعلاته مع الأخرين داخل المجتمع و فقدانها جزئيا أو كليا يؤثر في اكتساب اللغة و الكلام وفي تعلم المهارات الحياتية الأمر الذي يترتب عليه ظهور العديد من الصعوبات في تعاملات الفرد خلال المواقف الحياتية المختلفة و يؤثر في توافقه.

أهمية مرحلة الطفولة المتأخرة من سن (9-12) سنة لما لهذه المرحلة من دور في بناء و تكوين شخصية الطفل كما أن أطفال اليوم هم شباب و رجال الغد الذين يقع على كاهلهم عبء بناء المجتمع و تقدمه سواء كانوا من ذوي الإعاقة السمعية أو السامعين فلكل منهم دور في النهوض بالمجتمع كل في حدود استعدادته و قدراته و امكاناته.

تناول متغيري التوافق التوافق الأكاديمي و الانفعالى لما لهما من تأثير كبير في حياة التلاميذ فعلي سبيل المثال يلعب التوافق الأكاديمي دورا هاما في التحصيل الدراسي للتلاميذ وفي انسجامهم مع البيئة الدراسية كما أنه السبيل لتحقيق ذواتهم كذلك يساعد التوافق الانفعالي التلاميذ في التحكم في انفعالاتهم في المواقف المختلفة و من ثم تحقيق التوازن في حياتهم الانفعالية.

تناول متغير المناعة النفسية ودوره المهم في مساعدة الأفراد بصفة عامة وأمهات الأطفال السامعين و الصم و ضعاف السمع بصفة خاصة في مواجهة ضغوطات الحياة و أزماتها المختلفة و من ثم استعادة التوازن و السلام النفسي.

ندرة الدراسات و البحوث التي تناولت متغير المناعة النفسية لدى أمهات الأطفال السامعين و الصم و ضعاف السمع على حد سواء وذلك في حدود علم الباحثتان.

الاستفادة من نتائج البحث في توجيه أنظار التربويين و العاملين على رعاية الأطفال السامعين و الصم و ضعاف السمع إلى أهمية التوافق الانفعالي و الأكاديمي لهؤلاء الأطفال كذلك أهمية رفع مستوي المناعة النفسية لأمهاتهم.