منهج التسامح في الإسلام و آثاره الواقعية

Abstract AR

الحمد لله فاتحة كل عمل و تمام كل نعمة و أصلي و أسلم على رسول الله المبعوث لخير أمة.

.

و بعد: إن الإسلام دين شامل للحياة كلها و صالح لكل زمان و مكان ينظم علاقات الإنسان مع الإنسان و الإنسان مع الموجودات والموجودات مع بارئها في بيان يجلي الحقائق و يؤكد أن الله قد هيأ لشريعة الإسلام أن تكون خاتمة الشرائع بما حباها من شمول و يسر وقيم سامية.

و من مبادئ الإسلام السامية التسامح الذي تدعو إليه نصوص القرآن و السنة و هذه السماحة تتسع لمجالات الحياة المختلفة لذلك فإن الإسلام و إن كان لا يقر بأحقية الدين الآخر فالدين عند الله هو الإسلام في مقابلة لا يعترف بالحقد الديني و إنما يقرر قواعد في هذا الباب منها قوله تعالى: ﴿ لا إكراه في الدين ﴾( ) وقوله تعالى: ﴿ لكم دينكم ولي دين ﴾( ) و من ثم قامت العلاقة بين جماعة المسلمين و بين مخالفيهم على التسامح بل قد تكون هذه التسمية أقل من الحقيقة الواقعية إذ نلحظ أن الشعوب التي لا تعتنق الإسلام و إنما تخضع سلميا لتشريعه ودولته لا تتمتع بمبدأ التسامح فحسب بل إن الإسلام يأخذ على عاتقه توفير لهم ما للمسلمين من متطلبات الحياة( ).

من هنا تكمن أهمية البحث إذ يعبر عن تميز هذا الدين الذي يدعو للتواصل مع الآخر و يدحض المفاهيم الخاطئة التي تروج ضد الإسلام و يجلي ما يتصل بكثير من المفاهيم الإسلامية التي تتصل بهذا المبدأ.

مؤكدا قدرة المنهج الإسلامي في ضوء قواعد ثابتة بعمقها روح الجد في تنفيذها و نبل المقصد.