دور الأفلام التسجيلية الإسرائيلية في تشكيل صورة المجتمع الإسرائيلي لدى العرب

Abstract AR

الفيلم التسجيلي ما هو إلا انعكاس لثقافة المجتمع بكافة شبكاته المعقدة عبر التاريخ و الجغرافية و العلاقات بين الأفراد فهو ذاكرة ة للنظام المعرفي و السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و الإيديولوجي بالمجتمع يطرح فكرة أو مجموعة أفكار وموضوعات و قضايا قابلة للتفسير و طرح وجهات النظر المختلفة و إثارة النقاش بشأنها.

و الفيلم التسجيلي بشكل ما يساعد على إدارة و تنظيم المواقف الاجتماعية وهى التي تشكل مفاهيمنا لذواتنا و العالم و يساعد على تشكيل الإدراك الاجتماعي المشترك للأفراد و الجماعات وسد الفجوة بين الإدراك الشخصي و الاجتماعي بما يطرحه من معالجات وتيمات تنطوي على رسائل معينة و تضع تجسيد و أطر محددة للهويات المختلفة و المجتمعات و الشعوب.

يكتسب الفيلم التسجيلي الإسرائيلي أهمية خاصة في ظل صراعنا المستمر مع الكيان الصهيوني مهما بدا هذا الصراع جليا أو مستترا و الفيلم التسجيلي الإسرائيلي على مدار تاريخه يطرح إيديولوجية معينة تنبثق من أجندة النظام الصهيوني و من استراتيجيات الدبلوماسية العامة الإسرائيلية مهما اختلفت جهات الإنتاج و التمويل.

كذلك الأفلام التسجيلية الإسرائيلية لها محتوى إيديولوجي معين في لحظة تاريخية ما يتطور بتطور الهيكل الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي و العسكري لها هذا المحتوى ينعكس في الخطاب/ وجهة النظر/ الرسائل التي تقدمها هذه الأفلام للمشاهدين العرب و الغرب.

فمعرفة المواطنين العرب بالمجتمع الإسرائيلي - في وقت مضى- كان مصدرها الرئيسي الدراما المصرية و العربية و كذلك التغطيات الإخبارية العربية التي قدمت الصراع العربي الإسرائيلي في أبعاده المختلفة و اختلف الأمر مع حدوث ثورتي المعلومات و الاتصال و بروز مواقع التواصل و ظهور منصات المشاهدة الالكترونية فضلا عن اهتمام إسرائيل بصفحاتها عبر مواقع التواصل في إطار استراتيجياتها الإعلامية و الدبلوماسية للتوجه للجمهور العربي بلغته العربية.

و أصبح المشاهد العربي تأتيه العديد من الصور الذهنية و السينمائية و الإعلامية عن إسرائيل وصارت اتجاهاته و معتقداته نحو إسرائيل تتنافس في تشكيلها عدد من الخطابات التي ترتبط – في الوقت ذاته - بتجاذب القوى السياسية و الاقتصادية بين وسائل الإعلام و السينما الإسرائيلية و العربية وهنا تتحول إشكاليات الحقيقة و المصداقية و الزيف و حرب المسميات بين العرب و إسرائيل إلى إشكالية من يملك القوة وكيف يمارسها وكيف يقدم رسائله و إيديولوجيته وكيف يصنع رسالته الإعلامية إنتاجيا و فنيا.

عمدت إسرائيل أن تجعل من هذه الأفلام أداة للتعبئة النفسية و التأثير على النشء العربي لتقبل الكيان الصهيوني على حساب دولة فلسطين و الدعوة إلى تطبيع العلاقات و تحقيق التعايش بين إسرائيل و العرب و حاولت أن تنقل للجمهور العربي سمات و خصائص المجتمع الإسرائيلي كما أنها قدمت نظيره الفلسطيني و حقوقه و مطالبه و مشكلاته (الآخر) تحت مسمى ديموقراطية التمثيل المزعومة و عملت على إظهار قواسم مشتركة ليتقبل كل منهما الآخر و يتخطى الاختلافات السياسية و العسكرية من هنا اهتمت الباحثة بدراسة تأثير هذه الأفلام على مشاهديها العرب.