موقف الحركة الإصلاحية بالجزائر من الطرقية و الفرق الإسلامية (1925-1940)‎

Abstract AR

تمحور نشاط الحركات الإصلاحية الحديثة في العالم الإسلامي على إصلاح الأوضاع الدينية قبل غيرها ولم تكن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين استثناءا في هذا المجال و يرجع سبب ذلك إلى التأثير السلبي الكبير الذي تسببت فيه الانحرافات في فهم الدين على الأوضاع الاجتماعية و الثقافية و السياسية لدى المجتمع وقد كانت الطرق الصوفية هي الأكثر تأثيرا في هذا الجانب فحاولت الحركة الإصلاحية الجزائرية برجالاتها التواصل و التعاون مع الطرق الصوفية لتصحيح المفاهيم السائدة لكن هذا المسعى سرعان ما انهار بل تحول إلى صراع كبير بين الطرفين و بالمقابل فإن تعامل رجال الإصلاح مع الفرق و المذاهب الإسلامية التي فرقت العالم الإسلامي عبر تاريخه لم تكن صدامية بل تمكنوا من التواصل مع بعضها كما كان الحال مع إباضية الجزائر الذين ينسبون إلى الخوارج بل تطور ذلك إلى تعاون وثيق مع بعض زعمائها و بالنسبة للشيعة فقد اتسم الموقف تجاههم بالاعتدال بل تعدى ذلك إلى الدفاع عنهم و مهاجمة الذين يتهمونهم بالخروج عن الإسلام ودعا رجال الإصلاح إلى نبذ الخلافات و إلى الوحدة بين كل طوائف المسلمين.