بيت المقدس في ظل الحرب الأهلية الأيوبية بين التفريط و الاسترداد (589-642 ه 1193-1244م)‎

Abstract AR

لقد كانت و فاة صلاح الدين الأيوبي المؤسس الحقيقي للدولة الأيوبية إيذانا بتصدع الجبهة الداخلية لهذه الدولة الناشئة، حيث ظهر على مسرح الأحداث التاريخية – نتيجة لتقسيم صلاح الدين الدولة بين أبنائه – ملوك و سلاطين مختلفون عنه سلوكا، و خلقا، و كان مستواهم العسكري و السياسي لا يرقى إلى مستواه، فنشبت حرب الوارثة بين أبنائه، و كان أثرها واضحا على بيت المقدس.

تطورت الحرب الأهلية بين أبناء الملك العادل الأيوبي، و أخذ كل واحد منهم يبحث عن حليف له في حربه ضد أخيه، ووصل بهم الأمر إلى الاستعانة بالصليبين و التحالف معهم، و كانت نتيجة هذا التحالف أن قام السلطان الكامل بالتفريط في بيت المقدس و تسليمه للصليبيين؛ ليتفرغ إلى صراعه مع أخوته.

ولم تكن و فاة السلطان الكامل ابن العادل عاملا حاسما في إيقاف الحرب الأهلية بين أبناء البيت الأيوبي، فسرعان ما نشبت الحرب بين أبنائه و بعض أعمامه و أولاد أعمامه، و استغل الصليبيون هذه الحرب ليعززوا وجودهم في بيت المقدس، و استطاع الخوارزميون المتحالفون مع الصالح نجم الدين أيوب صاحب مصر استرداد بيت المقدس، و القضاء على الصليبيين و خلفائهم من الأيوبيين في معركة أربيا التي أخرت مجيء الحملات الصليبية على بيت المقدس لمدة سبعة قرون.