ميزان المفاهيم في الكتاب المدرسي و مدى استجابته لسلم القيم في المجتمع الجزائر

Abstract AR

الكتاب المدرسي هو المؤشر الرئيس في نظام الإصلاح التربوي إذ أنه انعكاس و محاكاة للمناهج التعليمية و لطرائق التدريس و لعمليات التقويم.

و على هذا الأساس فهو الذي يرسم خارطة المفاهيم و القيم للمتعلمين بل و يحدد التطلعات السياسية للمنظومة التربوية، و هو موضوع هذه الورقة العلمية و التي نحاول فيها أن نرصد ميزان المفاهيم الكبرى (كالمواطنة و الملكية العامة و الحق والواجب و المسؤولية الاجتماعية و الرأي و الرأي الآخر) و علاقة هذه المفاهيم بالمرامي الكبرى للدولة الجزائرية و مدى استجابتها لسلم القيم في المجتمع الجزائري انطلاقا من الأبعاد الحضارية للأمة ممثلة في ثالوث اللغة و الدين و التاريخ.

وعليه فإن هذه المداخلة تنطلق من سؤال حضاري جوهري و هو: ما هي المرجعية الفكرية لميزان المفاهيم في الكتاب المدرسي الجزائري.

؟ هل يستمد الكتاب المدرسي سؤال المفهوم من الحضارة العربية الإسلامية أم من الحضارة الغربية أم من كليهما؟ ؟ هل تستجيب المفاهيم الكبرى في الكتاب المدرسي لسلم القيم في المجتمع الجزائري؟ .

و إذا كان الأمر كذلك فهل يستجيب الكتاب المدرسي الجزائري لحاجات المتعلمين اللغوية و النفسية و الاجتماعية و الجمالية؟ وهل يستجيب ثالوث اللغة و الدين و التاريخ للتطلعات السياسية التربوية الجزائرية؟ أم أنها مجبرة على فتح عوالم أخرى لإصلاح المنظومة و تحديثها بما يتماشى و نظام العولمة؟ ؟ ؟ .

لعل هذه الأسئلة الجديدة تقودنا إلى صياغة أهداف هذه الدراسة و التي نوجزها في الآتي: ضرورة قراءة الكتاب المدرسي قراءة واعية و فاحصة تجاوزا لإشكالية المفاهيم و القيم وتحيينها بما يتناسب و التطلعات السياسية التربوية.

إعادة النظر في مضامين الكتاب المدرسي و محتوياته وتحيينها مع واقع العولمة دون الوقوع في بؤرة الاستيلاب الثقافي.

إعادة النظر في اختيار النصوص و توجيه الخطاب المدرسي بما لا يتعارض و مقومات الأمة الجزائرية.

وفي اعتقادنا أن أهمية هذه المداخلة تنبع من إيماننا أن الكتاب المدرسي مؤسسة ثقافية و حضارية، كيف لا و هو المؤشر الرئيس في صناعة الأجيال، و عامل بناء في تكوين بنية العقل الجزائري، هذا العقل الذي كان إلى زمن غير بعيد يحمل رؤية و مشروعا حضاريا لبناء جزائر أفضل.

.

.