دور الفن الإسلامي في تحرير خيال المسلم و أثره على المجتمع

Abstract AR

إن الخيال هو القدرة الذهنية الوحيدة التي لا يستطيع مبدأ الواقع تكبيل حريتها و استغلالها لصالح الوضع القائم و لهذا السبب كان للتخيل مكانة بالغة الأهمية في الفلسفة الإسلامية فإن القيمة الأصلية للتخيل لا تتعلق بالماضي و حده، و لكنها تشمل المستقبل أيضا، وذلك لأن أشكال الحرية و السعادة التي تستدعيها تميل إلى تحرير الواقع التاريخي ففي رفضهم قبول التحديات المرفوضة على الحرية و السعادة كأشياء نهائية من طرف مبدأ الواقع، وفي رفضهم نسيان ما يمكن أن يكون، تكمن الوظيفة النقدية للتخيل، فالخيال يلقي على موضوعه ظلام العدم ومهما فاضت الصور الخيالية بالحيوية والوضوح إلا أنها تحمل في ثناياها نفيا للوجود الواقعي، فالتجربة الفنية يمكن أن توجه الإنسان نحو الحرية و السعادة و تسهم في تحقيق الطابع الإنساني ذلك لغاية الوصول لحضارة إنسانية قائمة على الانسجام و الجمال باعتبار أن الفن من أهم الأبعاد القادرة على فضح الجوانب السلبية و اللاإنسانية التي سيطرت على الإنسان و هذا ما جعلني أطرح الإشكالية التالية: كيف يمكن للفن الإسلامي أن يسهم في تحرير الإنسان في ظل مواجهة و تحقيق حياة إنسانية سعيدة؟ تهدف هذه الورقة البحثية إلى إعطاء الخيال الفني دور كبير في تحرير حياة الإنسان في ظل التحولات و التغيرات و لذلك لابد من نشر الوعي التحرري كضرورة للإنعتاق.

و على الوعي التحرري أن يهتم بتنوير جديد قصد تغيير الذات لأنها أساس تغيير المجتمع، و على قوى التحرر أن تترفع عن حياة الاستهلاك و عن نظام الحاجات الزائفة و تعيد للفن قدرته على مناهضة الواقع، للحصول على آفاق جديدة في الفن قد تجد تجسيدا لها في الواقع.